كتب أحد الأطباء الإعلاميين المشهورين مقال في جريدة (الوطن ) تحت عنوان (الطب البديل علم زائف وغش وتدليس) .. http://www.elwatannews.com/news/details/1950812
ذكر الطبيب الإعلامي أن هيئة مفوضي الدولة رفعت توصياتها إلى هيئة القضاء الإداري باعتبار (الطب البديل وعلاج الأعشاب..... الخ ) من العلوم الزائفة والدجل الطبي، وقال إن هذه التوصيات تاريخية وتبعث على الأمل من جديد بأن عقل مصر مازالت نواته الصلبة بخير ، وأن رياح (الخرافة الصحراوية) قد مست القشرة السطحية. وهذا كلام جميل وعظيم ولكني وجدت نفسي متوقف عند تعبير (الخرافة الصحراوية) لأعرف وأفهم ماذا يعني ويقصد كاتب المقال بهذا التعبير ؟
فهل فهم السادة مستشاري هيئة مفوضي الدولة أو السادة مستشاري هيئة القضاء الإداري ماذا يقصد كاتب المقال بهذه العبارة (الخرافة الصحراوية) . فيشرحوها لنا مشكورين.
على كل حال لعل الفقرة التالية من ذات المقال تعطينا إشارة ودلاله على ما يقصده ويعنيه الطبيب والإعلامي الشهير. فكتب: "التقرير والتوصيات للأسف لم تذكر (الحجامة) كصورة من صور الطب البديل . وأعتقد – والكلام لكاتب المقال- أن الثوب الديني الذي تتلبسه هذه الممارسة هو الذي يجعل البعض معتقدًا أنها فريضة دينية" انتهى.
ولذا وجدت في خلجات نفسي سؤال ملحّا أتوجه به إلى السادة المستشارين الأفاضل هل تعتبرون الحجامة فريضة دينية، وبالتالي لم تذكروها في تقريركم المرفوع إلى هيئة القضاء الإداري؟
على أي حال يقول كاتب المقال إن (الحجامة) في الواقع لا تمت للدين بصلة " تجار وسماسرة الحجامة" يروجون لهذه الممارسة بعبارة غير علمية تمامًا اسمها "الحجامة تعالج الدم الفاسد"، العبارة لها وقع قوي ولكن على الأذن الجاهلة الجهولة.... . الذنب ليس ذنب القدماء على الإطلاق ولكن ذنب المحدثين .... الذين يريدون إلباس السلطة الروحية لتلك المعتقدات على جسد ممارسات محنطة ودعها الطب الحديث بمنهجه القائم على الدليل والبرهان. (انتهى)
من ناحية سماسرة الحجامة وما يُسمى (بالطب البديل) فصحيح تمامًا أن هناك سمسمرة وبزنس وسبوبة في كثير من العلاجات غير التقليدية، ولكن يجب أن لا ننسى أن وللأسف (السمسرة والبزنس والسبوبة) أصبحت في كل نواحي الحياة بما في ذلك ما يخدث في أرقى المستشفيات الخاصة، ويحدث (الكتابة وبرامج التوك شو ) ويحدث في الدعوة إلى الله كما البزنس والسبوبة وصل إلى أماكن حساسة جدًا كتهريب المخدرات بواسطة .... وهم أناس ما كان لهم ذلك ومعاونة تجاره بواسطة ...... وهم المسؤولون عن ضبطهم .
(الحجامة) التي يعنيها الزميل بطبيعة الحال، وهي المشار إليها في العبارة (الخرافة الصحراوية) ورد ذكرها في أحاديث النبي الصحيحة، وهي في الحقيقة ليست (فريضة دينية كما قال ) ولكنها لم تُحنط ولم تدخل يومًا ما المتحف (الطبي) بل العلاج بها قائم على الدليل والبرهان والقياس أيضًا، ولكن للأسف فإن عقولنا كأطباء هي من دخلت خلسة إلى (المتحف الفكري) فتكلست وتيبست فلم تعد تقبل ما قررته (النبوة) في مسائل الطب على الرغم من قبول ما جاءت به من حيث (العلم والعقل والمنطق) وللحديث بقية .
د محمد رسلان
طبيب وباحث