حسام حسين
اللهم فاشهد .. ثلاث زوجات.. والرابعة هدية !
أكاديمية تتيح للشاب الأعزب الزواج من ثلاث: "آنسة. ومطلقة. وأرملة" خلال شهر: "واحدة كل عشرة أيام". ولو نجح في الجمع بينهن بمنزل واحد دون مشاكل لمدة عشر سنوات. يتم منحه الزوجة الرابعة هدية!
هذه ليست فكرة خيالية. أو سيناريو فيلم سينمائي. بل مشروع واقعي. تتبناه هوازن ميرزا. محاضرة بجامعة الملك عبدالعزيز. وأطلقت عليه "أكاديمية التعدد".. وسط انتقادات لاذعة علي مواقع التواصل الاجتماعي.
مذيعة برنامج "اتجاهات" بقناة "روتانا خليجية". تلقت بضحكة هيستيرية. فكرة إنشاء "أكاديمية الزواج" التي ولدت من رحم "ستار أكاديمي". وقالت عنها ميرزا. إنها تؤهل الشباب للزواج بـ 3 نساء. ويخضعون مع الفتيات إلي "دراسة حالة". وورش عمل لمدة 6 أشهر.. وأكدت أنها تتحدث عن تعدد الزوجات كفكرة نص عليها القرآن.. موضحة أن هناك سيدات يتطلعن إلي رجل يكون معهن يومين فقط أسبوعيًا. حتي لا تشغلهن مسئوليات الزواج عن "دور اجتماعي"!
انتهي.
واضح. أن الفكرة انطلقت بالأساس من الاعتقاد الخاطئ بأن الأصل في الإسلام. تعدد الزوجات. وتجسد ما وصفه فضيلة شيخ الأزهر. بـ "فوضي الزواج".. مشيرًا إلي أن 90% من أطفال الشوارع كانوا ضحايا أسر عبثت بها فوضي الزواج وفوضي الطلاق. وأن كل أنواع الجرائم الخلقية والاجتماعية التي يفرزها مجتمع أطفال الشوارع. مرده إلي تعسف في استعمال حق شرعي. أو فهم لنصف الحقيقة الشرعية مع سوء فهم رديء لنصفها الآخر. مما أدي إلي ما يشبه حالة الانفصام بين فقه النص وفقه الواقع.
تراكمت الفتاوي ـ كما يوضح فضيلة الإمام الأكبر - علي المشروط الذي هو إباحة التعدد. وسكتت عن شرط التعدد. وهو: العدل وعدم لحوق الضرر بالزوجة. وباتت "العامة" تتصور أن التعدد حق مباح دون قيد أو شرط. وترسخ في وجدانها أنه لا مسئولية شرعية تقف في طريق رغباتها ونزواتها. ما دامت في الحلال كما يقولون!
وأحكام الشريعة تقرر أن الزواج تعتريه الأحكام الخمسة. ومنها الكراهة والحرمة. وأن الأحناف يحرمون الزواج إن تيقن الزوج أنه سيجور علي زوجته» لأن حكمة الزواج في الإسلام تحقيق مصلحة "تحصين النفس". وتحصيل الثواب بجلب الولد الذي يعبد الله. فإذا خالط ذلك ظلم أو ضرر» أثم الزوج وارتكب محرمًا. ويخضع ثمتئذ لقاعدة: دفع المفسدة مقدم علي جلب المصلحة.
ويحذر فضيلة شيخ الإسلام. من الجور علي الزوجة.. مؤكدًا أنه جريمة تفوق الزني.. هذا في الزواج لأول مرة. ومع الزوجة الواحدة. فكيف بالزواج الثاني والثالث مع خوف الجور. بل مع تعمده وقصد الإضرار بالزوجة الأولي؟