جلاء جاب اللة
.. والسلام ختام .. قمة السيسي وسليمان أحيت قمة الميت
جاءت قمة الزعيمين السيسي وسلمان علي هامش اجتماعات قمة العرب في البحر الميت بالأردن بمثابة عودة الروح للقمة العربية التي كانت ستخرج بنفس القرارات والتوصيات في القمة السابقة.
القمة الثنائية المصرية السعودية جذبت اهتمام العالم كله خاصة عندما تم الإعلان عن ترحيب الرئيس السيسي بدعوة الملك سلمان لزيارة السعودية في أبريل.
التأكيدات المصرية السعودية علي أن العلاقة الثنائية استراتيجية وان هناك توافقا مصريا سعوديا في كل القضايا السياسية هي رسالة حقيقية لتعزيز التعاون العربي ورسالة لكل المتربصين بالمنطقة علي استمرار التنسيق العربي وان المستقبل القريب يحمل الكثير من الخير للمنطقة إن شاء الله.
التأكيدات المصرية السعودية علي قوة ومتانة العلاقات الثنائية ليست جديدة لكن في هذا الوقت بالذات تأتي أهميتها التاريخية.
باستثناء هذه القمة فإن القمة العربية في البحر الميت كانت مجرد كلمات من يسمعها يشعر بأن العرب متحدون تماما.. وهو ليس صحيحا..!
الكلمات كلها تؤكد أن العرب متفقون في كل القضايا خاصة القضية الفلسطينية وحل الدولتين.. وكذلك ضرورة أن يكون هناك حلول عربية لكل الأزمات في سوريا واليمن وليبيا وغيرها ورفض التدخل الخارجي في شئون العرب.. والتأكيد علي قضايا تاريخية عربية مثل جزر الإمارات الثلاث التي تحتلها إيران وتدخل تركيا في شئون عربية دون حق.. كل ذلك موقف عربي واضح في كل القضايا.. ولكنها مجرد بيانات لا تحقق شيئا ولا تقدم فعلا عربيا فاعلا باستثناء تلك القمة الثنائية التي أعادت الأمل في وحدة العرب..!
ماذا حدث ويحدث للمصريين؟
نشرت صحيفة الأهالي أمس خبرا تحت عنوان ¢يحدث في مصر الآن¢.. ذكر أن أربعة أشخاص بمنطقة الشرابية اختطفوا شابا متهما بسرقة موبايل وطبقوا عليه حد السرقة.. وقاموا بقطع يده أمام المارة..!
الذين طبقوا الحد.. قاموا بجريمة اكثر بشاعة من سرقة محمول وهي جريمة خطف شاب والإرهاب.. حيث أشهروا سيوفهم وسنجهم - كما ذكر الخبر - لإرهاب أهالي المنطقة.. وبالطبع وكالعادة لم يحاول أحد انقاذ الشاب وتركوا البلطجة تمارس دورها الإرهابي.. ولم يتدخل الأمن لأنه كان غائبا ولم يخبره أحد إلا بعد انتهاء الجريمة..!
لم يقل لنا الخبر ماذا فعلت الأجهزة الأمنية مع البلطجية الذين نفذوا قانونهم بالقوة.. ولم يقل لنا أحد كيف اعتبر البلطجية المتهم مذنبا ونفذوا عليه حد السرقة.. لكن المهم ان هذه الجريمة حدثت وسط القاهرة..!
ماذا حدث للمصريين في الفترة الأخيرة خاصة بعد ثورة يناير 2011؟
هذا السؤال لا يحتاج إجابة سريعة بل يحتاج تحليلا ودراسات نفسية واجتماعية يقوم بها متخصصون ويقدمون لنا العلاج وليس فقط تشخيص الداء.
لقد تغيرت نسبة كبيرة من المصريين إلي الأسوأ في أمور عديدة.. وما قصة هذا الشاب المتهم في الشرابية إلا مدخل للحديث عن هذا التغيير ليس لأنه حالة خاصة لم تحدث من قبل.. فهذه القصة ليست جديدة علي واقعنا وسبق ان قام بعض المتشددين بتنفيذ ما رأوه هم حكم الشرع.. وقاموا بتنصيب أنفسهم بدلا من القاضي والدولة ككل.. وهذا نفسه فعله مجرمون من قبل خاصة تجار مخدرات حيث ثأروا لأنفسهم من نظرائهم بأنفسهم.. وقصة قتيل تجارة المخدرات منذ أيام.. والذي تم اختطافه من المقهي الذي كان يجلس عليه وسط بعض اصدقائه وقتله.. لا تختلف كثيرا عما حدث من بلطجية الشرابية.
البلطجة تحت شعار تنفيذ الشرع.. أو تحت شعار الثأر.. أو تحت شعار الحق.. كلها بلطجة وقطع طريق وافساد في الأرض لكن أين الدولة؟
الدولة تعود بقوة في مجالات عديدة ومنها الأمن.. ولكن يبدو أن هناك غيابا عن الشارع الجنائي وتواجدا قويا للبلطجة والبلطجية.. واعتقد أن رجال الشرطة يعرفونهم جيدا.. لكن المشكلة ان الأمن المصري يتابع قضايا كثيرة ومتعددة خاصة قضايا الإرهاب باسم الدين.. وهي قضية خطيرة جدا.. ولكن يجب ألا تبعدنا عن المهمة الرئيسية للأمن!
أعود للسؤال الرئيسي: ماذا حدث للمصريين بعد 2011؟
لقد تغيرت نسبة كبيرة من المصريين وأصبح الصوت العالي هو الوسيلة المضمونة للحصول علي ما يراه الشخص حقا.. أيا كان رأي الآخرين.. وأصبحت البلطجة هي الوسيلة المضمونة للحصول علي الحق سواء البلطجة اللفظية أو العملية.. أو أي وسيلة أخري للبلطجة.. والغريب أن أصحاب الحق أو الأغلبية من المتابعين مازالت هي الاغلبية الصامتة.. واقصد بالصامتة التي لا تفعل شيئا غير المتابعة.. فإن اسفرت البلطجة عن مصلحة لها فأهلا.. وان أسفرت عن خسارة.. فإنها تطالب الدولة والحكومة بالتدخل..!
ماذا حدث ويحدث للمصريين..؟
أعرف ان الظروف الاقتصادية وغلاء الاسعار والحاجة تؤثر سلبا ولكن المصريين علي الجانب الآخر مازالت لديهم المروءة والشهامة والعطاء وحب الخير والتدين.. وفجأة.. نجد صورة سوداء إلي جانب كل هذه الصور البيضاء؟
هل من خبراء يشرحون لنا ماذا حدث.. ويحدث وما هو العلاج؟
العلاج والدواء حق لكل مواطن
** قانون التأمين الصحي الجديد خطوة نحو تحقيق ما نص عليه الدستور المصري من أن تنال مظلة التأمين الاجتماعي كل مواطن علي أرض مصر.. والقانون - كما نشر مشروعه في بعض الصحف - مازال ينقصه الكثير ويحتاج تعديلات.. سواء تشريعية أو علي أرض الواقع.
أول التعديلات من وجهة نظري - هي تحديد المستويات المطلوب توافرها في المستشفي أو المركز أو العيادة التي يشملها القانون سواء كانت عامة أو خاصة.. وموقف شركات التأمين الصحي الخاصة أو الصناديق الخاصة بالعلاج كالنقابات ودورها.. كذلك موقف درجات التأمين الطبي بشرط أن يحصل الفقير علي أعلي درجة من درجات الاهتمام الطبي وليس الاستثماري. مشكلة التأمين الصحي في مصر أساسا هي مشكلة الطب والعلاج.. فالكل يريد أن يعالج نفسه لدي أكبر الاساتذة لانه لا يطمئن إلا منهم ومعهم في حين ان كثيرا من الاطباء لا يهتمون بشيء ولا يحصلون علي دورات تدريبية ولا يهتمون إلا بشكل العيادة والأثاث أما الطب نفسه فبعيد عنهم في حين ان اساتذة وأذكر منهم عبقري طب العيون حازم يس مازال مقابل الكشف في عيادته هو نفسه منذ خمسة عشر عاما لم يتغير..!
مطلوب نقاش مجتمعي سريع وواسع حول قانون التأمين الصحي قبل صدوره.. علي أن يكون ذلك في أسرع وقت ممكن لان الصحة هي أغلي ما يحتاجه الانسان.
همس الروح
** عندما يتوقف القلب عن الحب.. يموت الانسان حتي لو ظل يتنفس ويأكل..!
** أن تحب.. هذا شيء رائع.. أن تعبر عن حبك.. هذا أروع.. أن تعيش الحب هذه هي الحقيقة.
** الحب هو الحقيقة التي تعلن إنك مازلت حيا.
** كثيرون يحبون.. لكن قليل منهم من يعرف التعبير عن حبه.