عبدالــرازق توفيـــق
انتباه .. "قلها".. ولا تخف
اعتدنا ان نخضع لسطوة الفزاعات التي يطلقها الطابور الخامس في وجوهنا.. ونخاف من إعلان مواقفنا بصراحة ووضوح تحسبا أن يقولوا علينا "مطبلاتية".. لكن هناك من لا يعبأ بكل ذلك ولا يميل إلي امساك العصا من المنتصف ولكنه يجاهر برأيه وموقفه بشكل يدعو للاحترام مستندا إلي أسباب موضوعية وحيثيات لا غبار عليها.
السؤال الذي أطرحه في هذه السطور مهم للغاية حتي لا نصاب بالسلبية أو منح الفرصة للموتورين والملوثين والكارهين لكل شئ ناجح وأي شخصية وطنية ترعي مصالح البلاد والعباد وتقود الوطن إلي الطريق الصحيح للخروج من تلال المشاكل والأزمات التي حاصرت مصر في العقود السابقة.
سؤال بسيط.. هل تأييد النظام جريمة أو عيب أو حرام طالما أن هذا النظام لديه من الأمانة والوطنية والغيرة علي مصر وانكار الذات والاخلاص والرؤية الصحيحة والثاقبة والقدرة علي التحدي ويتصف بطهارة اليد وحسن الخلق.
أجزم ولم اتعود علي النفاق أو التزيد ومواقفي صريحة ومعلنة مهما كلفني الأمر.. ان الرئيس عبد الفتاح السيسي سوف تشهد مصر علي يديه الخير الوفير والكثير وسوف تحصد عرقا وجهدا خارقا خلال السنوات الثلاث الماضية.
الرئيس السيسي نجح بشكل مذهل في استعادة وطن وعبر به من شبه الدولة إلي دولة حقيقية بمعني الكلمة بمؤسسات قوية وعلاقات دولية مؤثرة ورؤية اقنعت العالم انها السبيل الوحيد لانقاذ العالم من خطر الإرهاب ونري العالم الآن يتوافد علي مصر ليعلن مساندته ودعمه ويعترف ان مصر علي الطريق الصحيح وما قالته مصر منذ ثلاث سنوات هو طريق النجاة.
صراع الخير والشر دائما ينتهي بانتصار الخير.. والصدق هو أقصر الطرق إلي الاقناع لذلك كان الرئيس السيسي واضحا منذ بداية حكمه ان خطر الإرهاب لا يهدد مصر وحدها أو بعض الدول العربية وان ما يحدث ايضا يهدد العالم مطالبا اياه بالتوقف عن دعم بعض الدول للإرهاب وتمويله وهذا ما حدث بالضبط وصل الإرهاب الأسود إلي أوروبا سواء في فرنسا أو بلجيكا أو بريطانيا أو غيرها من الدول الأوروبية وإلي أمريكا وهو الأمر الذي افزع قيادات وأجهزة هذه الدول لتأتي إلي مصر لتتعرف علي الحل لمواجهة هذا السرطان.
الرئيس السيسي ايضا منذ أن جاء إلي الحكم انفتح بعلاقات مع القوي العظمي ودول العالم سواء علي الصعيد العربي والأفريقي والأسيوي والأوروبي.. أساس هذه العلاقات هي المصالح المشتركة والشراكة التي تحترم إرادة ومصالح الشعوب وسيادة الدول.. فلا توجد قوة علي ظهر الأرض تحتكر قرار مصر التي تحلت بإرادة واستقلال في عهد الرئيس السيسي غير مسبوق من خلال خطاب رشيد يخاطب العالم بلغة مختلفة بعيدة عن التهديد والوعيد والصوت العالي رغم أن مصر تقف علي أرض صلبة ولديها قوة ردع لكنها في نفس الوقت تسعي لبناء مصالحها وصالح شعبها لا تطمع في آخرين ولا تعتدي علي أحد وتؤمن حدودها من داخل أراضيها.
هذه الرؤية الصادقة أجبرت العالم علي احترام مصر وسد ثغرات النفاذ والاطماع دعمتها قراءة متأنية وجيدة استفادت من دروس التاريخ وتجارب قادة مصر منذ محمد علي وحتي جمال عبد الناصر والسادات ومبارك وتعالج الآثار السلبية التي خلفتها سنة المعزول محمد مرسي السودة التي كادت تغرق سفينة مصر وها هي الآن تتطهر من الموتورين والملوثين والعملاء من خلال دولة قوية لا يمكن لأحد ابتزازها أو لي ذراعها أو إجبارها علي ما لا تريد.
أدرك الرئيس السيسي ان هناك تهديدات وتحديات خطيرة تواجه مصر وشعبها وأمنها القومي هذه التهديدات من المستجدات سواء المؤامرات أو الإرهاب أو الحصار الاقتصادي بالاضافة إلي ما ينتظر مصر من مستقبل تحددت ملامحه بقيادة مخلصة وثروات وكنوز زاخرة في أرض الكنانة.. لذلك ذهب بعيدا بفكر ثاقب لابد أن نوفر لهذا البلد الأمن والقوة والحماية وهذا لا يتوفر إلا بتحقيق الردع وان تطال ذراعنا أي تهديد حتي لو خارج إطارنا.. فكان أهم مشروع قومي يتبناه الرئيس السيسي هو تحديث وتطوير وتزويد قواتنا المسلحة بما تحتاجه من منظومات قتال حديثه في مختلف التخصصات من خلال قرار مصري مستقل وإرادة نافذة وقوية فجاءت صفقات السلاح سواء مقاتلات ¢الرفال¢ أو حاملات الطائرات الفرنسية أو الأسلحة الروسية أو القطع البحرية الأخري سواء من فرنسا أو ألمانيا من خلال تبني استراتيجية تنويع مصادر السلاح بما يخدم الهدف والمصلحة المصرية في توفير الأمن وقوة الردع بعد اتساع مسرح العمليات وتأمين المصالح الاقتصادية في البحر وما أكثرها.
نجح الرئيس عبد الفتاح السيسي في تشخيص الأمراض التي تعاني منها مصر ووضع لها الدواء الناجع المناسب لها.. فاستعاد العلاقات القوية مع الاشقاء الأفارقة وعادت مصر إلي قيادة القارة السمراء.. ونجح في بناء علاقات قوية وفعالة مع القوي العظمي الناعمة في العالم مثل أمريكا ¢ما بعد أوباما¢ ولعل الرئيس ¢ترامب¢ متحمس ويجد في الرئيس السيسي النموذج والمثل للاستفادة منه في مواجهة الأخطار التي تحدق بالعالم وايضا تعود العلاقات المصرية - الأمريكية إلي دائرة المصالح المشتركة واحترام الإرادة دون وجود تبعية والتزام باستقلال القرار المصري ودون التقيد بعلاقات مع الأمريكان دون غيرهم والاصرار علي سياسة الانفتاح علي كل دول العالم.
كما كانت علاقات الرئيس السيسي ونجاحاته في الدفاع عن المصالح العربية والتصدي للأخطار التي تهدد سوريا وتقسيمها وليبيا والفوضي العارمة فيها ومحاولات جادة ومخلصة وناجحة في استعادة الدولة الوطنية فيها.. فقد توجت الرؤية المصرية بمعالجة هذه الاشكاليات بأنها الصحيحة التي ترعي كل الأطراف ولا تنحاز لاحد ليس سوي المصالح العليا ووحدة البلدان الشقيقة دون تفتيت أو تقسيم.
والقمة العربية في الأردن.. التي جاءت لتؤكد الدور المصري المحوري والمركزي في قيادة امتها.. فالرئيس السيسي هو الذي سيمثل كل العرب في التفاوض والتباحث بشأن القضية الفلسطينية وحل الدولتين مع الرئيس ترامب لما له من قدر ومكانة ونجاح ونموذج صادق ليس فقط لمصالح العرب ولكن لمصلحة المنطقة والعالم وان هذه القضية بالذات "القضية الفلسطينية" هي أساس المشاكل والازمات والإرهاب في الشرق الأوسط وعلي الدول الفاعلة ان تتصدي لهذا الملف بالحل العادل والسلام الشامل الذي يرضي جميع الأطراف.
صدق الرؤية المصرية.. هو الذي أجبر العالم علي احترام القاهرة فجاءت المستشارة انجيلا ميركل وقبلها زعماء كثر وممثلون من كافة الاطياف السياسية في أمريكا وروسيا وآسيا ولا توجد لمصر عدائيات أو خلاف سوي مع حفنة من الدول العفنة التي تجاهر بدعم الإرهاب وتموله مثل تركيا التي يقودها السلطان العثماني المتغطرس اردوغان ودويلة تدعي قطر وبعض الفرق والتنظيمات التي لا تعترف بها مصر علي الاطلاق وترفض وجودها في رؤي الحل في دول الخريف العربي خاصة ¢سوريا¢ واليمن ولا يمكن أن تكون جزءا من الحل.
لعل أهم انجاز حققه الرئيس السيسي هو استعادة مصر الوطن والثقل والدور.. في الخارج والداخل.. استعاد وقار وهيبة الدولة وأصبح القانون فيها هو السيد ولا يوجد أحد علي رأسه ريشة أو محصن ضد القانون الذي يحكم الجميع منهيا زمن الفوضي والانفلات وأنا ابن فلان وعلان.. وأصبحت الحرب المقدسة ضد الفساد هي العنوان الرئيسي لحكم الرئيس السيسي.. لقد نجح في اشعال حماس المصريين فهو الذي يخاطبنا دائما ان مصر تواجه تهديدات وتحديات خطيرة وان مصر قادرة علي مواجهة ما هو أخطر وقادم من الخارج بشرط وحدة المصريين وتكاتفهم ودفاعهم وصبرهم علي بلدهم.. ويعزف دائما علي وتر وطنية هذا الشعب العظيم وخوفه علي بلاده لذلك طالبه بالتحمل بعض الوقت وان العمل هو السبيل الوحيد لنضع مصر في المكان والمكانة اللائقة.
إذا كان الرئيس السيسي بكل هذا الشموخ والكبرياء الوطني والإخلاص والصدق الذي يراه المصريون كل يوم في رئيسهم فلماذا تخاف من المجاهرة بتأييده والا تعطي فرصة للمشبوهين وأصحاب الاجندات والعملاء في النيل من مصر وهز الثقة في قياداتها الوطنية.
لقد راهن الرئيس علي وطنية المصريين.. واتخذ القرار الصعب بمشرط الجراح الماهر فكان الاصلاح الاقتصادي الذي سوف نجني ثماره قريبا اعتبارا من هذا العام رغم المتاعب والمصاعب التي تحملها الشعب لكن في نهاية النفق نور.
سوف يري المصريون الخير حصادا لثمار صبرهم وايضا لوجود قيادة وطنية صادقة.. عكفت علي اكتشاف خيرات مصر وكنوزها فها هو البترول والغاز يتدفقان من خلال اكتشافات واعدة وغزيرة وننتظر في المستقبل القريب باكورتها مثل حقل ¢ظهر¢ وسوف تستغني مصر عن حاجتها لاستيراد كميات هائلة من الغاز توفر لها مليارات الدولارات.. وايضا مناجم الذهب حتي نعرف انها سوف ستصبح بنك الذهب في العالم.. وسوف نحصد ثمار مشروعاتنا القومية سواء في الطرق أو المطارات والموانئ والمشروع القومي للاسكان في مختلف تصنيفاته وايضا المصانع التي تستغل ثرواتنا المعدنية الكثيرة بدلا من تصدير المواد الخام وايضا مشروع محور تنمية قناة السويس وبشائر الاستثمارات الأجنبية حتي أصبحت مصر تحتل الرقم 29 في أكثر الدول استقبالا للاستثمار بالاضافة إلي المزارع السمكية والحيوانية والصوب الزراعية والمليون ونصف المليون فدان ناهيك عن إجراءات تشريعية صحيحة بالاضافة إلي عودة السياحة في القريب العاجل.. وارتفاع إيرادات قناة السويس ومشروع شرق بورسعيد والمثلث الذهبي في الصعيد وتطهير البحيرات المصرية من المافيا والامبراطوريات والعاصمة الإدارية التي سوف تصبح مشروعا يبيض ذهبا لمصر وايضا هضبة الجلالة وغيرها من المشروعات الواعدة كل ذلك سوف يضع مصر في المكان والمكانة الاقتصادية التي تليق بها وتحقق آمال وتطلعات شعبها في غد أفضل ومستقبل مشرق.
ما حققه الرئيس عبد الفتاح السيسي فيما يقل عن ثلاث سنوات هو اعجاز كبير ما كان ليتحقق في 40 عاما في كل المجالات والأرقام تشهد بذلك والاحصائيات وليس كلاما انشائيا فمصر قادمة بقوة.. وانتظروها.. فالدولة التي تملك شعبا عظيما ورئيسا مخلصا وطنيا وجيشا فتيا صلبا.. ومؤسسات تستعيد عافيتها وجهازا أمنيا قويا.. ورؤية ثاقبة سوف يكون لها مستقبل عظيم.
اعتقد أن انحياز الرئيس السيسي للمبادئ والقيم والاخلاق الرفيعة جعل المصريين يقفون خلفه بقوة ولعل نموذج السيدة العظيمة سبيلة وكلماتها للرئيس وتبرعها بما تملك يؤكد أن صدق ووطنية هذا الرجل وصلت للجميع حتي المواطن البسيط وهو الأمر الذي جعل جموع المصريين تصبر وتدرك أن الخير قادم لا محالة.
لعل تكريم الرئيس السيسي لأسر وأبناء الشهداء والمصابين وحرصه علي مقابلتهم والسؤال عنهم وهم الذين دفع أبناؤهم ثمنا باهظا من أجل مصر رسالة قوية ان زمن تكريم الراقصات ونجوم الابتذال قد ولي ومضي فقد تعرض شهداء اكتوبر والمصابون لعملية كبيرة من اهدار الحق والحقوق باستثناء القوات المسلحة التي عرف عنها الوفاء لابنائها الذين ضحوا من أجل مصر.. ورسالة الرئيس السيسي للمصريين ومطالبته لهم بالاهتمام بأسر وأبناء الشهداء والمصابين أبلغ دليل أن الرجل يقدر دور من اعطي وضحي بروحه وجسده من أجل هذا البلد فهذه قيم وأخلاق الكرام لا يدركها إلا الشرفاء وما أكثرهم في مصر.
السؤال الثاني.. هل بعد كل ذلك.. وهذه الانجازات والاخلاقيات والاخلاص في رأس النظام وطهارته هناك سبب يجعلني أو يمنعني من اعلان دعمه وتأييده.. لا ابالغ إذا قلت ان الرئيس السيسي سوف يكون الأفضل بين رؤساء مصر واستفاد من تجاربهم واخطائهم وحولها إلي ايجابيات ونقاط قوة.. فلا وجود لسياسة التهور أو الانفعال أو الإلقاء في البحار والمحيطات دون الوقوف علي أرض صلبة وهو الأمر الذي اضاع مصر في ¢الستينيات¢.. وهو ايضا القائد الحق الذي يبني ويعمر وينشر الخير والنماء ويعمل لمصالح الشعب وتخفيف المعاناة عنهم فمصر ليس في سياستها الخراب والدمار والاعتداء وهي رسالة اقتنع بها العالم واعلن مساندته لهذا البلد العظيم الذي يقوده رجل في حجم ومكانة الرئيس السيسي.
نعم أعلن وبكل وضوح ودون نفاق أو تزيد ولأسباب موضوعية انحيازي وتأييدي وحبي للرئيس السيسي واتمني له كل الخير لأنه لا يستحق غيره وسوف تشهد مصر علي يديه الخير الكثير والوفير.. وأقول لكل من يخشي من كلمة "مطبلاتية" لا تخاف اعلنها.. رئيسك.. رجل دولة تتمناه شعوب كثيرة.. وعالم يحترمه ويقدره.. ووطن يشهد علي يديه قوة ورخاء ونماء ومكانة ونصر علي المؤامرات ودحرا للإرهاب واستعادة وطن وامن واستقرار.. قلها ولا تخف لأنه رجل يخشي ربه.. ويتقي الله في شعبه ووطنه.. انسانيته بلا حدود.. وطموحاته بلا سقف.. حازم في الحق.. لا يخشي احدا طالما أن المصريين علي قلب رجل واحد.. أنا فخور لأن رئيسي هو السيسي.