ناهد المنشاوى
لقطة .. إعلام أبيض.. وإعلام أسود
مصر حلوها مر في أفواه البعض ومرها حلو في افواه البعض الآخر هكذا إعلام وصحافة مصر في هذه الحقبة المشوشة التافهة والمخنوقة بالهم والحزن.
تشاهد برامج التلفزيون في القنوات الخاصة تشعر بالاختناق للبعض والمصداقية والشفافية.. وتشعر بالبعض الاخر وهو يدس السم في العسل ويخدع بكلمات معسولة.
* هكذا شعرت وانا أشاهد تغطية أحداث قتل المسيحيين في سيناء بيد الإرهاب اشار البعض بأن المسلمين يقتلون ايضا وان هناك شهداء من الشرطة والجيش.. والبعض الاخر ادعي انه ليس هناك حماية للمسيحيين.. كيف وأكثر الارهابيين في الجبال تطاردهم القوات المسلحة وان الذي يقتلون في بيوتهم لدي الارهابيين بقائمة باسمائهم ضمن يمولونهم البعض يدافع عن الحكومة ويتجمل بكل المساحيق لكي لاتظهر أخطاء الحكومة ويدافع بالحق والباطل.. رأيت تغطيات لاحداث يومية بالتليفزيون في القنوات الخاصة مختلفة تماما عن قنوات ماسبيرو.. وقرأت في الصحف القومية نفس التغطيات بشكل خاص بينما الصحف الخاصة البعض فيها يشعل النار ويثير الفتن.. وليس كأننا شعب واحد سواء مسلمين أو مسيحيين يعيشون نفس الأحداث والأحداث أحيانا بطعم العلقم وأحيانا بطعم العسل.
اخترت حادثة اخري من دور للايتام عن ظاهرة الشذوذ الجنسي عندما تشاهدها تشعر ان جميع الاطفال في مصر في خطر وان الشذوذ الجنسي ليس ظاهرة فردية بل ظاهرة مجتمعية.. وتجد الاطفال الذين طردوا من الدار وهم شباب يعيشون في الشارع المجاور ويقولون في تقرير بالتليفزيون انه يحدث اصعب واخطر من هذا وهم ينامون في شارع بجوار دار اليتامي التي تسمي انقاذ الطفولة.. ليظهر بعدها اقوال الاخصائية الاجتماعية وبعض المحامين ورئيس احدي الوحدات الاجتماعية.. ليظهر مدير الدار وهو ينفي كل الأحداث بشدة وهم لديهم مستندات علي فساده والغريب انه كان موظفا بوزارة التضامن الاجتماعي واصبح الان مديرا للدار.
التصنيف النوعي للاعلام او الصحافة يجعلك تحتار من هو علي حق وما هي الصحافة السوداء والصحافة البيضاء أو الاعلام من هو علي حق ومن هو علي باطل.
لا أحد يصدق اننا كأي وطن فينا الصالح والطالح.. فينا المستقيم والمعوج الوصولي والمتاجر بالام البسطاء وفيها ايضا المتآمر والباحث عن منصب والباحث عن الزعامة والشهرة وايضا البطولة.. ولكن ستظل مصر هي مصر.. والبطل الوحيد هو الشعب المصري الذي يقيم الامور بنظرته هو لا بنظرة الاعلامي أو الصحفي.. وليس هناك اسود فقط أو أبيض فقط هناك اللون الوسط اللون الرمادي الحيادي أما الابيض والاسود هما لون رقعة الشطرنج.
** نجد ان كل واحد منا يقول انه حر.. الحرية مكفولة للجميع ولا تؤتي ثمارها الحقيقية الا في ظلال الممارسة الصحيحة التي لاتتعارض مع الدين والاخلاق او حقوق الاخرين وحرياتهم وكلنا نعرف ان الحرية ليست فوضي أو خراباً كما يفعل البعض فباسم الحرية كم ترتكب من جرائم.
نريد حرية زمان التي تغني بها عبدالوهاب هي كلمة عزبة كما قالها عبدالوهاب احب عيشة الحرية او ابراهيم ناجي رائعته الاطلال اعطني حريتي.. اطلق يدي.. انني اعطيت ما استبقيت شيئا.
الحرية ليست فوضي وسلبية ولامبالاة.