د. ابراهيم البهى
.. وماذا بعد القمة العربية ؟
أصبح الواقع العربى الراهن صورة باهتة تعكس الخلافات والمشكلات بين الدول العربية، صراعات ومشاحنات لا سبب حقيقى لها سوى المشكلات الشخصية بين القادة والزعماء بها، وفى النهاية ينعكس ذلك سلبيا على بلادنا العربية، ولو فكر هؤلاء القادة للحظة لتعدلت الأوضاع العربية وسارت أفضل بكثير مما هى عليه الآن، وبصريح العبارة قد أصبح الوضع العربى دون مجاملة ودون تردد لا يسر عدوا ولا حبيبا، فعلى مدى التاريخ العربى عقد القادة عشرات القمم العربية ،وشاركوا فى مؤتمرات واجتماعات لا حصر لها، وفى النهاية ماذا حققت هذه القمم؟ لا شىء سوى المزيد من الخلافات والمشاحنات، ومادامت هذه القمم لا تحقق الأهداف المطلوبه فلماذا يكون الإصرار على عقدها، والإنفاق على المشاركين فيها ملايين الدولارات سنويا؟ الغريب فى الأمر أن قرارات كل قمة تكاد تكون نسخة (فوتو كوبى) من التى قبلها ومع ذلك تأتى القمة العربية الجديدة وتطالب وتوصى بنفس ما طالبت به القمة السابقة لها، وحتى البيان الختامى الذى يصدر فى ختام كل قمة يكون صورة كربونية من التى قبلها، نتمنى أن تأتى القمة العربية التى عُقدت أمس بالبحر الميت بالأردن بجديد وتخرج بنتائج ملموسة وغير تقليدية تعبر عن واقعنا العربى بشكل واقعى وصادق حتى نتغلب على مشكلاتنا ونسمو فوق خلافاتنا، وإن لم تحقق هذه القمة من نتائج سوى تصفية الخلافات والأجواء التى عكرت صفو العلاقة بين مصر والسعودية فيكفيها ذلك، فبدون مصر والسعودية لا يستقيم حال العرب، فمصر محور ارتكاز العالم العربى وعموده الفقرى، والسعودية هى مظلة العرب وحاضنة الحرمين الشريفين. نتمنى أن تعود العلاقة بين مصر والسعودية إلى ما كانت عليه قبل وفاة الملك عبدالله، فبمصر والسعودية يقوى العرب وبخلافاتهما يقوى أعداء العرب.