جريدة روزاليوسف
أحمد سند
الإعداد البدنى وتنمية البشر
الظروف الراهنة التى تمر بها مصر خلال المرحلة الحالية تشبه لحد كبير حال مصر عقب هزيمة 1967م من حيث تهديد الأمن القومى وانكماش الاقتصاد وعائدات السياحة وانخفاض فى احتياطى النقد الأجنبى. ويعلمنا التاريخ بأن مصر خرجت من هذه الأزمة بتكاتف شعبها فاستعادت أرضها المحتلة بفضل سواعد وعقل مصرى استخدم ماكينات الرى فى هدم خط بارليف، وانتعش اقتصادها بعقول مصرية اهتمت بالجودة واستخدام التكنولوجيا الحديثة. وهنا تظهر أهمية التعليم وتطوير العنصر البشرى لمواجهة مشاكلنا المعاصرة وعبور الأزمات الحالية. وإذا كانت إمكانيات الدولة فى الوقت الراهن لا تتحمل إطلاق مبادرة لتطوير العنصر البشرى بشكل كامل، فعلينا البداية الآن بالحد الأدنى الذى يضمن حماية بلادنا مصر بسواعد وعقول مصرية بالامكانيات المتاحة، فالبداية السليمة والصحيحة بالعنصر البشرى هى الاهتمام بالتربية البدنية والرياضية (الرياضة للجميع). وقديما استخدمت الألعاب الرياضية فى تحسين القدرة البدنية والمهارات الجسمانية والعقلية بهدف تطوير العنصر البشرى، فقد عثر فى كهوف «لاسكو» بفرنسا على لوحات حجرية ترجع إلى اكثر من سبعة عشر الف سنة تشير إلى ممارسة المباريات الرياضية فى العصور الحجرية لتنمية مهارات الصيد وحماية القبائل.. ووثق الفراعنة على لوحات جدارية اهتمامهم بالرياضة خاصة المصارعة والرماية بالرمح والتى ساعدت الحكام فى تدريب المحاربين المهرة، وكذلك التاريخ اليونانى يؤكد على اهتمام اليونانيين بتنظيم العديد من المسابقات الرياضية المستوحاة من متطلبات الحياة اليومية مثل العدو والرماية والقفز والسباحة ورياضة الخيل، كما أظهرت الدراسات الطبية الحديثة خاصة فى بريطانيا فوائد ممارسة الرياضة البدنية لعلاج بعض الأمراض العضوية والنفسية. والتربية البدنية والرياضة تعمل على تربية الفرد وتكيفه جسمانيا وعقليا ووجدانيا مع المجتمع المحيط به، وتساعد على جعل حياة الإنسان ملائمة لمتطلبات العصر، خاصة أنها تعلم الفرد التحمل والصبر واحترام المنافس والثقة فى النفس بالإضافة لدورها الكبير فى تهذيب النفس.. وهذا ما أكدته منظمة اليونسكو فى تعريفها للتربية البدنية بأنه تنشئة الإنسان عن طريق النشاط البدنى وإكسابه العادات والسلوكيات الصالحة. لذلك فالبداية من التربية البدنية لأنها ماسة لجميع مناحى الحياة من توفير يد عاملة تتميز بصحة بدنية عالية وشباب أصحاء يدافعون عن حرية بلادهم ويبنون حضارتها بمهارتهم الذهنية ورفعة مكانتها بأخلاقيات المهذبة. وتتوافر فى بلادنا مقومات التربية البدنية والرياضية المادية المتمثله فى الملاعب بالمدارس والاندية وكذا مراكز الشباب فى جميع القرى والمحافظات. كل مانحتاجه هو التدريب الصحيح من خلال توظيف الخبرات الرياضية - التى والحمد لله متوفرة فى أبناء مصر وبمستوى عالمى وتكاتفها مع العلم والمنهج الأكاديمى – وهو أيضا متوفرة فى جامعاتنا وكليات التربية والتربية الرياضية – فلا ينقصنا إلا «العزيمة».. وللحديث بقية. «حفظ الله مصر قيادة وشعباً»
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف