قبل عدة أيام وافقت الحكومة المصرية على مشروع قانون يحظر استيراد أو تصنيع الطائرات المُسَيرة آلياً ولاسلكياً في مصر؛ أو ما يعرف بالطائرات بدون طيار صغيرة الحجم والتى فى أغلب الوقت تستخدم لأنشطة تجارية. القانون سوف يحظر كل الأطراف (المؤسسات أو الهيئات المصرية أو العاملة في مصر، والأشخاص الطبيعيين والاعتباريين المصريين والعاملين في مصر).. وكل الجهات (الخاصة أو العامة)، وبكل الأشكال (المدني أو التجارى أو الترفيهي).
اعتقد أن الحكومة تمشي على المثل المصري الشهير "يا نحلة لا تقرصينى ولا أريد عسل منك".. فالطائرات بدون طيار لها فوائد كثير كما لها أضرارها الأخرى.
نبدأ بالفوائد لهذه الطائرات، حدث في أمريكا يوم الاثنين الماضي أن جربت شركة أمريكية كبيرة للشحن وتوصيل الطرود البريدية طيارات بدون طيار تساعدها على توصيل الطرود فى أماكن مختلفة من البلاد.. خاصة فى القرى الأمريكية البعيدة.. حيث اخترعت الشركة عربة خاصة بها، لها فتحة سقف تقلع وتهبط من خلالها الطائرات دون طيار ويتم وضع الطرود المراد توصيلها، ومن ثم تقلع الطائرات إلى وجهتها المحددة سلفا بأكواد إلكترونية.. ثم يكمل السائق طريقة نحو توصيل طرد آخر.. حتي يلتقيا فى مكان آخر.
الشركة الامريكية قالت: لو استطاع السائق تغطية ميل واحد على الأقل خلال رحلته فإن الشركة ستوفر ما يقرب من 50 مليون دولار سنويا.. تخيلوا معى 50 مليون دولار سنويا لشركة واحدة.. توفيرا للوقت والوقود.. لو استخدمت هذه التقنية.
وقد شاهدت بنفسي فريقا من شباب المخترعين المصريين يستخدم هذا الطائرة كفكرة لإنقاذ مرضي القلب، وحالات غيبوبة حرجة، حيث يرسل لهم جهاز الصدمات الكهربائية بواسطة هذه الطائرات لتجنب السير في الطرق المزدحمة المعروفة في القاهرة، ومن ثم يقوم أحد أقارب المريض بتوصيل الجهاز بالكهرباء وعمل صدمة كهربائية للمريض.. الفكرة نالت جائزة عالمية في معرض الابتكارات.. لكنها الآن وبعد هذا القانون قد تموت تماما.. ونصدرها للدول المجاورة.
أما أضرار استخدام الطائرات بدون طيار فظهرت أكثر من مرة ولكنني سأعطي مثالين علي أضرارها في الإمارات وأستراليا.
ففي مطار دبي الدولى، أعلنت سلطات المطار عن توقف حركة الطيران فى المطار بسبب نشاط غير مصرح به لطائرة بدون طيار.. وساعتها تعطلت بعض الرحلات لنحو 4 ساعات.. مما شكل ضررا ماديا كبيرا.
والإمارات تسمح بتداول الطائرات بدون طيار.. ولكنها تحظر نهائيا تحليق هذه الطائرات على مسافة 5 كيلومترات من المطارات ومدارج الهبوط بالمطارات.
وفي أستراليا تسمح القوانين لهذه الطائرات بممارسة النشاط التجارى فقط.. وكانت هناك فضيحة تصوير إحدي السيدات ضمن فيديو دعائي لمنزل عندما قاموا بتصوير البيت بطائرة دون طيار فظهرت وسط الفيديو وهي على راحتها داخل منزلها وأمام حمام السباحة الخاص بها.
لا أستطيع القول أن صدور مشروع القانون المصري الذي يحظر هذه الطائرات هو أمر خطأ.. لكنني في نفس الوقت لا أستطيع أن أؤيد فكرة المنع والحظر.. وكنت أتوقع أن يتم النقاش لفترات طويلة مع المجتمع والخبراء علي هذا القانون، وكنا أعطينا لأنفسنا فرصة أكبر لدراسة الإيجابيات وتلافي السلبيات.