الجمهورية
طلعت الغندور
النهب الذهبي.. وأصحاب المصالح
الكارت الذهبي الذي حصل عليه أصحاب المخابز في بداية منظومة دعم التموين وعدم امتلاك أعداد كبيرة من المواطنين للبطاقات الذكية أصبح مع مرور الوقت بوابة لإهدار المال العام ونهب الدعم المخصص للبسطاء حيث اتضح أن أصحاب المخابز يحصلون علي هذه الكميات من الخبز لحسابهم الشخصي ويقومون ببيعها بالسعر الحي والحصول علي فرق السعر بدلاً من توزيعها علي المواطنين الذين لا يحملون بطاقات.
في تصوري أن الوزير علي المصيلحي قد وجه لكمة قوية لسارقي قوت الشعب ومعدومي الضمير من أصحاب المخابز بتقليص حصة الكارت الذهبي إلي 500 رغيف بدلاً من الحصة التي كانت تتراوح ما بين 3 إلي 5 آلاف رغيف يومياً وهو قرار جريء بمثابة خطوة علي طريق الإصلاح وضبط منظومة السلع التموينية وتوفير الدقيق المدعم وتزامن معه قرارات أخري موجهة للجشعين من التجار منها الإلزام بكتابة سعر السلعة ورفع الجمارك عن السكر الخام المستورد وبالتالي فالدولة يجب أن تمتلك آلياتها التي تستطيع من خلالها ضبط الأسواق وخلق منافسة من خلال العرض والطلب.
مثيرو الأزمات من أصحاب المخابز ينتهزون مثل هذه الفرص للتكسب منها بإثارة البلبلة وترويج الشائعات بهدف التحريض بالكذب وشحن وتعبئة مشاعر الناس حتي يلجأوا للتظاهر والضغط علي الحكومة لإلغاء القرارات الإصلاحية الموجهة بالأساس للفاسدين منهم وبالتالي محاربة الإصلاح بسيف الشعب واتضح أن هناك من لهم مصالح في عدم وضع النقاط علي الحروف من المشاركين في هذه المنظومة وأثروا علي حساب الدعم وليس غريباً أن تتورط بعض وسائل الإعلام والبرامج التليفزيونية المخصصة لإشعال الحرائق في تبني وجهة نظر المحرضين وفئة ضيقة من المنتفعين.. علي كل حال فالطريق صعب وبعون الله وتوفيقه سوف تدخل الشمس إلي الغرف المغلقة علي الفساد لتطهرها من الروائح العفنة ومتفائل بما هو قادم فدائماً بعد الظلام الحالك لابد أن تشرق الشمس.
كلمة أخيرة: طاردني الحزن بضربات موجعة متلاحقة في الأسبوع الماضي كانت أولاها وفاة شقيق زوجتي.م.نادر مصطفي عبدالعال الذي كان نادراً في كل شيء. طيبته وكرم أخلاقه وتسامحه مع الجميع.. وعزائي الوحيد أنه خرج من هذه الدنيا بحسن المعشر وطيب الذكر والثانية حين غيب الموت عمي الحاج سند الغندور صاحب أطيب قلب في الدنيا والأقرب إلي قلبي وكان بمثابة الأب الروحي لي بعد وفاة والدي وكنت أسعد الناس بدعواته لي دائماً ومازال الحزن يعتصرني كمداً.. ربي إن كنا لم نعطهم حقهم في الدنيا فاجعلنا قادرين علي الوفاء لهم بعد وفاتهم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف