الوفد
وجدى زين الدين
قمة مختلفة.. ورؤية جديدة
فعلاً القمة العربية فى الأردن تعد قمة المصالحة والمصارحة والتوافق العربى الجديد، بعد حالة من التصدع التى ألمت بالأمة العربية خلال الفترة الماضية، وكان من اللافت للأنظار هو اللقاء الذى جمع الرئيس عبدالفتاح السيسى مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والحقيقة أن هذا اللقاء والمكاشفة والصور الباسمة التى شاهدناها بين الزعيمين العربيين هى بمثابة رسالة واضحة وصريحة لكل الذين كانوا يريدون أن تستمر العلاقات المصرية ـ السعودية فاترة أو على غير ما يرام.
لقاء «السيسى» ـ «سالمان»، هو رسالة جديدة للأمة العربية بأنه قد آن الأوان لأن يلتف الجميع من أبناء الأمة العربية، للتصدى لكل الذين يريدون تدمير الأمة العربية، وأعتقد أن كلمة الرئيس السيسى فى القمة كانت تركز على هذا المفهوم بشكل أوسع وأوضح، فقد كان الرئيس حريصاً جداً على أن ينبه إلى أن هناك من يريد تدمير «الدولة الوطنية» فى كل البلدان العربية، وهذه هى الطامة الكبرى التى يجب أن يحذر منها كل الأشقاء العرب.
لقد نجحت قمة الأردن فى أن تحتوى خلافات كثيرة بين الأشقاء العرب، وصحيح أنه سبق ذلك لقاءات مكوكية، وجاء من أبرزها زيارة العاهل البحرينى الشيخ حمد للقاهرة، ودوره لا أحد ينكره فى هذا الشأن، وكذلك الدور الكويتى والأردنى، وهذه الجهود العربية قد تكللت فى قمة «البحر الميت» بنجاح فى حصار العلاقات الفاترة بين الأشقاء العرب وجاز لنا أن نطلق عليها قمة «المصالحة والمصارحة» كما وصفنا ذلك أمس فى صحيفة «الوفد».
فى كلمة الرئيس السيسى ولقائه بالأشقاء العرب على هامش القمة، كانت مصر حريصة كل الحرص على تذويب أى جليد فى العلاقات مع الأشقاء العرب، والتى حاول كثيرون أن يعطلوا ذلك من أجل أجنداتهم الخارجية التى تعمل ضد الأمة العربية. ومن المهم أيضاً فى هذه القمة أن المرء يشعر بأن هناك أملاً فى القريب لقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وعند حدود عام 1967، ولا نكون مبالغين إذا قلنا إن قمة البحر الميت مختلفة تماماً عن كل القمم العربية التى سبقتها، لأن هناك أمراً مهماً هو الإجماع على ضرورة توحيد الصف العربى فى مواجهة كل هذه التحديات الصعبة التى تواجه أمة العرب جميعاً.
وصحيح أن هناك فى القمة من راح يغرد بعيداً عن السرب، مثل قطر وشيخها تميم بن حمد الذى مازال مصراً على الدفاع عن جماعة الإخوان الإرهابية ـ كما وضح ذلك من كلمته فى القمة ـ إلا أن ذلك لن يدوم طويلاً، وصحيح أن الدولة مازالت تصر على أن تلعب دور الشريك المخالف إلا أن ذلك لن يعطل أبداً المسيرة العربية نحو التوحد فى مواجهة كل التحديات التى تواجه الأمة العربية.. ولا أعتقد أيضاً أن قطر ستستمر فى هذا الدور المخالف كثيراً، وسيأتى اليوم الذى تفيق فيه من غفوتها التى طالت.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف