المصريون
منتصر عمران
التيار الإسلامي يحتاج الى مفكر يشخص الداء ويصف الدواء
لا يخفى على أحد أنَّ عصرنا الحالي يموج بالكثير من القضايا الثقافية والاجتماعية والاقتصادية الشائكة والتي تحتاج الى عقلية متفتحة .ومن هنا كان لزاماً على كل مفكر أن يشخِّص قضايا عصره ومشكلات مجتمعه. وحتى أن كان دوره استشاري فلابد له من أن يشخِّص الداء ثم يقترح الدواء فالشخصية التي بصدد التحدث عنها هي شخصية الدكتور ناجح إبراهيم الذي شاركته في محنته بالسجن متتلمذا على فكره وآرائه ..وبعد خروجه من السجن تتلمذت على يديه من خلال فكره واطروحاته سواء المكتوبة أو المسموعة او المرئية ....ومع أنه درس الطب فاصبح طبيبا يداوي الناس وفى الوقت ذاته أصبح مفكرا يداوي أمراض مجتمعه بفكره وآرائه وكما قيل عن بعض المفكرين عبارة (لم يقوده الاسلام الى العلم وانما قاده العلم الى حقيقة الاسلام الحنيف) واصبح مدافعا عنه عن دراية وحكمة مناضل عنيد ضد الفكر الإرهابي والفكر الاستعمارى وقيمه البالية



ان مفكرنا الدكتور ناجح تناول في اخر حواراته مواقف الجماعة بحنكة وموضوعية وكان لها كالجراح الماهر الذي يعرف اين المرض واثره فمعرفة المرض تستوجب معرفة العلاج ....علاوة على ان الدكتور ناجح حفظه الله لم يكن عضو في الجماعة او قائدا عاديا بل هو منظر الجماعة ومفكرها ...وان كان مفكرنا تناول القضايا فتناولها من باب انه احد اركانها فجاءت اجاباتها منطقية وشافية وهو بها خبير

حيث كشف الدكتور ناجح إبراهيم فى حواره لاحدي الصحف الشهيرة أن المراجعات الفكرية للجماعات الإسلامية في أواخر القرن الماضي هي الأكثر صدقًا فى تاريخ الحركة الإسلامية، منوها في الوقت ذاته إلى أن مشاركة بعض عناصر الجماعة الإسلامية فى اعتصام رابعة تسبب فى تمزقها، وأضر بها كثيرًا.


وطالب الدكتور فى حواره الحركة الإسلامية، بما فيها حزب النور والإخوان، بتطليق السياسة فترة طويلة، وتناول أيضا في حواره تقيم رؤساء مصر مؤكدا إلى أن الرئيس «السادات» يعد أفضل رئيس تولى حكم مصر، بينما تعامل «مبارك» مع الجماعة الإسلامية تعاملا قاسيًا جدًا، ولكن بعد المبادرة تعامل بحكمة، وعاب على الإسلاميين تصدر المشهد خلال فترة محمد مرسى وكان هذا التصدر من قبل الإسلاميين أهم عيوب مرحلة حكم مرسي .


وذكر أن حبيب العادلي يعد أفضل وزير للداخلية فى مصر ودلل على قوله هذا بأن فترة توليه الوزارة شهدت أقل نسبة تعذيب فى تاريخ مصر، لكن مواجهة الثوار كانت من أكبر أخطائه.

وتكلم عن مبادرة الجماعة الإسلامية الذي كان أحد واضعيها واصفا أياها أي المبادرة بأنها تحولت من فكرة و تجربة محلية إلى إقليمية.
معتبرا المبادرة أعظم رسالة قدمتها الجماعة فى تاريخها، لأنها عصمت بها وحقنت الدماء، وفرجت بها الكروب، وساد الأمن والأمان، وعادت بها الكرامة الدينية والإنسانية للسجون، وحولت السجون المصرية من أسوأ سجون فى الدول العربية إلى أحسن سجون فى المنطقة العربية والشرق الأوسط، بدليل حصول العديد من المساجين على الماجستير والدكتوراه وهم داخل السجون، وتحسنت أحوالهم، وتمكن أكثر من 1000 معتقل ومسجون من زيارة منازلهم، من بينهم حاصلون على أحكام بالإعدام، وذهبوا إلى بيوتهم وسط حراسات قليلة وعادوا إلى السجون مرة أخرى دون أي مشكلة كما أثمرت المبادرة عن سابقة فريدة، هى أن الجماعة الإسلامية لم تكن هى فقط من راجعت نفسها، ولكن الأمن أيضًا قام بمراجعة منظومته كاملة، فى سابقة تحدث لأول مرة، وتحولت مقرات أمن الدولة التى كان الجميع يخشاها إلى مكان لحل مشاكل المعتقلين.

كما تناول الدكتور ناجح بالرأي والتحليل عن ما يقال مراجعات الإخوان فقال أن المصالحة الوطنية هى الحل لإنهاء العنف، ومهمة جدا لكل الأطراف ولابد أن تشمل الجميع بدون استثناء وأهمها المصالحة مع جماعة الإخوان، وقتها سينعم الجميع بثمارها وبالاستقرار الأمنى والاقتصادى والسياحي،

مؤكدا في الوقت ذاته الى صعوبة إجراء المصالحة فى الوقت الحالي، وكلما تأخر وقت المصالحة كلما كان من الأمر أصعب، وفى النهاية لن يكون أمام الفريقين سوى المصالحة
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف