الأخبار
منى العزب
صرخة قلم .. نقمة التسوق
وسط زحام »السوبر ماركت»‬ لفت انتباهي حديثها وهي تقول بحدة: »‬أنا بقيت باجي اتنكد هنا .. فين ايام زمان لما كنت باجي افك في السوبر ماركت»
وتذكرت أول إعلانات هذا السوق العملاق عندما كان شعار حملته: »‬معنا متعة التسوق»
وبعين متفحصة نظرت الي وجوه المحيطين بي خاصة السيدات . واللاتي يتميزن بأن وجوههن تعكس ما بداخلهن من مشاعر .. بسرعة وصدق ووضوح. إحداهن تنظر الي سعر المنتج وتشير بيدها في حركة انفعالية تعكس الحيرة والتعجب. والأخري تلقي بمشترياتها في عربة التسوق وهي تصب اللعنات علي اللحظة التي قررت فيها النزول الي التسوق. وثالثة تسحب أحد المنتجات دون ان تنظر لسعره، بما يعني اعتيادها شراءه، وبعد ان تضعه في عربتها تلمح سعره فتطيح به من العربة ولسان حالها يقول: »‬بناقص» وعلي الجانب الآخر حوار بين زوجين .. هو يطالبها »‬ امسكي ايدك شوية وهتمشي »‬ .. وهي بضجر: »‬أكتر من كده!!»
وفي ركن آخر طفل يسأل أمه: »‬انت كنتي بتجيبيلي من الشوكلاته دي كتير ايه اللي حصل؟ »‬ .. وبصوت يملؤه الصبر: »‬بقت غالية .. قصدي بايظة ونوعها وحش» .. وتربت علي كتفه »‬هنبقي نشوف نوع تاني .. أرخص .. قصدي أحسن».
وأتذكر تصريحات المسئولين عن إجراءات ضبط الأسواق، وعن الأسعار التي ستهبط هبوطا مدويا خلال شهور، ثم تمر الأيام ولا تأتي هذه الشهور أبدا لأجدها مشابهة لحوار الطفل وأمه.
أقترح علي المهندس شريف اسماعيل رئيس الحكومة التي قررت وقف الضريبة علي الارباح الرأسمالية الناتجة عن تعاملات البورصة في نفس التوقيت الذي رفعت فيه سعر تذكرة المترو الي الضعف أن ينزل الي الأسواق متنكرا ليري بعينه علامات الضيق والضخر التي يجب أن ينظر إليها كضوء أحمر قبل اتخاذ أية قرارات تمس الأسعار.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف