الزيارة الأخيرة التي قام بها وزيرالصحة صباح الثلاثاء الماضي إلي مصنع »لاكتو مصر»‬ بمدينة العاشر من رمضان - فجرت مفاجأة من العيار الثقيل.. اصابتنا بحالة من الحزن والضيق.. لأن هذا المصنع العملاق الذي تم افتتاحه عام 2004 وينتج البانا للاطفال بجودة وتقنية هائلة بإشراف هولندي سنوياً 35 مليون علبة يصدِّرها بالكامل لدول أوروبية تتخطفها.. في الوقت الذي عاني فيه ملايين الاطفال المصريين الأمرين وكادوا يموتون جوعاً بسبب اختفاء الألبان.. مما اضطر الحكومة الي الاستيراد باضعاف ثمنه.. وتعذيب الآباء والامهات بالوقوف في قائمة الانتظار في طوابير ليس لها آخر للوصول إلي علبة لبن.. فهل من المعقول أن يكون عندنا هذا المصنع العملاق وهذا الكم الهائل من الانتاج ونجوِّع اطفالنا ونعذبهم ونستسلم لازمة بدون لازمة ونحلم بالاستيراد؟! هذه القضية خطيرة جداً - لانها أكدت بمالا يدع مجالاً للشك أن الجهات المسئولة عن ادارة البلد فيها حاجات غلط - ومسئولية مغيبون أو يتعمدون هذا التغييب.. وفي عز الأزمة التي هزت مصر - لا يخرج مسئول من الحكومة ويقول لنا: استنوا يا جماعة انا عندي الحل السحري.. مصنع لاكتو مصر بتاعنا إنتاجه يغطي احتياجات مصر من لبن الاطفال سنوياً ويزيد.. لكن للأسف لم يخرج مسئول ويمسح دموع المعذبين.. الصدفة وحدها قادت وزير الصحة ليكتشف هذا المصنع إن ما حدث يؤكد أن بلدنا بخير.. الخطأ في الحكومة التي لم تؤد واجبها في هذه الأزمة كما ينبغي.. أتمني الاَّ يمر هذا الموضوع دون إجراء تحقيق ومحاسبة المقصرين أيا كانت مناصبهم.