الأخبار
محمود صلاح
لحظات ألــــــم !
لا يدرك نور الشمس إلا من غرق في ظلمة الليل !
ولا يعرف إلي أي مدي قتامة اللون الأسود .. أكثر من غسل عينيه صفاء اللون الأبيض الناصع .
وفي الحياة نحن لا نعرف قيمة لحظات السعادة القليلة . إلا إذا وضعنا في الكفة الأخري من الميزان سنوات الشتاء والتعاسة والعذاب . التي التهمت معظم العمر !
ولا يمكن بحال أن نتذوق عسل الأيام الحلوة . دون أن نكون قد جربنا طعم العلقم في حلوقنا . طوال سنوات الألم !
ونحن لا ندرك ـ إلا ربما بعد فوات الأوان ـ أن كل لحظة ألم أو عذاب عشناها . وشكونا منها وكرهناها . كانت في الحقيقة . هي النار التي طهرت أرواحنا وكفرّت عن ذنوبنا . وجعلتنا أكثر صفاء وسمواً وارتفاعاً عن الأخطاء والخطايا .
أية آلام مهما عظمت . أو جروح مهما أصابت . كان لها وقتها . وكانت لها نهايتها . لأن لكل شئ نهاية حتي العذاب . وكما يصبح كل ما في العمر في يوم من الأيام مجرد ذكري كانت ومضت . تتساوي في النهاية الأيام المرة والحلوة .
والآلام أيضاً لها وجه آخر جميل . لأن الإنسان في لحظات الضعف والألم. يعلم أنه ليس وحيداً في هذه الدنيا . وأن هناك وجوها وقلوبا حتي لو كانت قليلة . لكنها وجوه صامتة وقلوب مخلصة .
في لحظات الألم تري عيوننا الحقيقة . وتشاهد بوضوح من قدم لنا زهرة . ومن قدم خنجراً . من بكي علينا . ومن أبكانا . من جرحنا ومن داوانا !
في لحظات الألم ..
لا نكون أضعف ..
ولا نكون أسوأ ..
نكون قد توضأنا !
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف