محمد أمين المصرى
كلمات .. مصر خارج معرض كتاب باريس
فى زيارة سريعة لمعرض باريس الدولى للكتاب، فوجئت بغياب مصر تماما عن فاعلياته، وهالنى عدم مشاركة الهيئة العامة للكتاب عن المعرض الذى يعتبر ملتقى دوليا للثقافة العربية والعالمية، فكل دول العالم تشارك بناشرين ومكتبات، ويتسابق الجميع فى عرض ثقافاته وحضارته على الحضور.
ربما تتذرع الهيئة بقلة الموارد وعدم القدرة على المشاركة بكتب ومسئولين وعهدة وكتب وخلافه، ولكن الهيئة نفسها أعلنت تحقيق أرباح من معرض القاهرة للكتاب، وربما كان هذا موردا ماليا للمشاركة فى معرض باريس وعدم تركه هكذا بدون عرض الثقافة المصرية.
وليس شرطا كما رأيت أن تكون الكتب كلها باللغة الفرنسية، لأن الأجنحة المغربية والتونسية والمغربية والإماراتية واللبنانية والسعودية عرضت كتبا عربية، لأن الجالية العربية هناك تريد أن تنهل من الثقافة العربية عموما، وليس شرطا بالفرنسية.
وهذا ما أجاد فيه حقا الجناح المغربى فى المعرض، فكان يستحق الزيارة لما عرضه من مؤلفات كثيرة وتراجم وروايات، حتى إننى فوجئت بعرض كتب تسهب فى شرح حياة سيدة الغناء العربى أم كلثوم..فقد كان حريا بنا نحن المصريين أن ننشر تاريخ أم كلثوم، رغم علمى بمدى عشق شعوب المغرب والجزائر وتونس للفن المصرى الأصيل وتحديدا القديم، ثم عشقهم الخاص لأم كلثوم.
لقد كان الفرنسيون مع موعد يومى فى الجناح المغربي، لأن المغاربة استعدوا جيدا للمعرض وتنوعت معروضاتهم، ربما نظرا لكون المغرب ضيف شرف، ولكن يبدو من حجم الجناح المغربى الاهتمام المسبق بما سيتم عرضه وبضرورة المشاركة.
نعلم أن الجاليات المغاربية تفوق فى أعدادها الجالية المصرية، ولكن الثقافة لا تعتمد على المتلقى المصرى والعربى فقط، فكل من يحضر المعرض له الحق فى التعرف على الآخر، سواء بلغته المحلية أو بلغة الآخر، هذا انطلاقا من أن الثقافة حق للجميع بغض النظر عن اللغة.
وربما تتذرع هيئة الكتاب بعدم وجود كتب فرنسية لديها لعرضها فى باريس، ولكن هذا مردود عليه أيضا، لأنه حسب علمى فقد تولت الدكتورة حنان منيب مستشار الهيئة الدولى السابق مشروع «تصدير الفكر العربى مترجما» وكان للغة الفرنسية نصيب وافر فيه، وكان ممكن الاستعانة بها لما لها من خبرة كبيرة فى هذا المضمار ناهيك عن عملها السابق بجامعة السوربون وكمستشار ثقافى سابق فى باريس.. ثم أين دور المركز القومى للترجمة.