الجمهورية
حسن الرشيدى
كلام محظور .. هل يتحول كلام القادة .. إلي دخان في الهواء..؟!
منذ ميلادي وإدراكي للحياة الدنيا.. يجتمع العرب في القمم العربية بجامعة الدول العربية.. بلا فائدة.. وتظل القضية الفلسطينية كما هي بل تتعقد أكثر.. رغم انها المحور الأساسي في كل اجتماع.. وتستمر حالة الضعف والوهن التي تعتري الأمة العربية.. وتزداد المشكلات والقضايا ولم تعد القضية الفلسطينية وحدها هي الصداع في رؤوس العرب.. وانما استفحلت قضايا وصراعات عربية وداخلية في العراق واليمن والسودان.. وانهيار الأوضاع في سوريا وليبيا.. وتشريد غالبية سكانها.. ونزوحهم لدول أخري عربية وأجنبية.. وما أعمق الخلافات بين بعض الدول العربية.. بسبب الفتنة والوقيعة وتآمر النظام القطري الذي انفق ومازال ينفق مليارات الدولارات لهدم وتفتيت المجتمعات العربية لحساب اجندات اجنبية.. وبحثا عن دور زائف..!
الكلمات كما هي في كل اجتماع للجامعة العربية.. فالقادة يؤكدون علي لم الشمل العربي والعمل العربي المشترك لمواجهة التحديات.. ولكن بمجرد أن ينتهي الاجتماع.. وينفض المولد.. تعود الأحوال لما كانت عليه وتبقي القضية الفلسطينية المحور الرئيسي في كل اجتماع.. بجانب محاور أخري مثل الإرهاب والصراعات والحروب بين اطراف عربية.. والتدخل الإيراني في الشأن العربي ومؤامراته الخبيثة لاضعاف الجسد العربي.. في محاولة لاعادة حلم الدولة الفارسية.. فالملفات والقضايا تزداد وتتعقد.. وتستمر مصر تحمل علي عاتقها العبء الأكبر وتتحمل مسئولية البحث عن حلول للقضايا العربية بحكم ريادتها وقوتها ودورها التاريخي وخبراتها في التأثير علي الأطراف المتنازعة.. حتي لو كانت الاعباء التي تتحملها مصر تؤثر علي حياة المصريين الذين ضحوا بدمائهم وارواحهم دفاعا عن الأمن القومي وأمن جيرانهم العرب.. وفي المقدمة القضية الفلسطينية التي تظل في قلب مصر وبؤرة اهتمامها.
لقد اجتمع القادة العرب مجددا في البحر الميت بالمملكة الأردنية علي أمل البحث عن حلول واقعية للمشاكل والقضايا والأزمات العربية.. اجتمعوا وبعضهم لديه ارادة للتوصل لموقف عربي موحد في مواجهة الإرهاب والأزمات الطاحنة والصراعات الداخلية.. ومواجهة قوي الظلام التي تهدد الدول العربية ومؤسساتها وعلي رأسها داعش.. وعدم الاكتفاء بالصورة التذكارية الجماعية التقليدية للقادة والملوك والرؤساء.
فهل يعود الجسد العربي لعافيته كما يتمناه الرئيس عبدالفتاح السيسي.. الذي أكد في مؤتمر البحر الميت ان استعادة الجسد العربي الي عافيته اصبح أمرا حتميا لمواجهة ما يهدد الأمة من مخاطر..؟
لقد قال الرئيس السيسي.. ان انظار شعوبنا تتطلع لموقف قوي يستعيد وحدة الصف العربي.. للوقوف بحسم امام مواجهة الأخطار التي طرأت علي منطقتنا حتي بات يعاني من تمزقات عدة.. واصبح لزاما علينا أن نتصدي للتحديات التي نواجهها برؤية واضحة.. واصرار كامل علي تعزيز أمننا القومي والحفاظ علي الاجيال المقبلة من ابنائنا وبناتنا.. فهل يتحقق ما يؤكد عليه الرئيس السيسي الذي يتحدث من القلب وبضمير زعيم يحرص علي وحدة الصف العربي ومصالح شعوبه.. أم أن المولد قد انفض ويتحول بيان المؤتمر وما قيل وقالوا.. لمجرد دخان في الهواء..؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف