الأخبار
عاطف زيدان
مصنع تايه.. يا أولاد الحلال !
لم أندهش من اعتراف الدكتور أحمد عماد الدين وزير الصحة، بأنه اكتشف وجود مصنع مصري لألبان الأطفال يصدر إنتاجه كله، الي دول أوربية وعربية وافريقية، بينما نستورد احتياجاتنا من الخارج !.. وأضاف في لقائه بالإعلامي أسامة كمال بقناة »دي إم سي»‬ ان هذا المصنع - لاكتومصر - يتبع شركة أنشأها الرئيس السادات تضم 18 مصنعا للدواء، وينتج 35 مليون عبوة ألبان، بما يوفر احتياجات أطفال مصر التي تصل 18 مليون عبوة، تكلفنا أكثر من 250 مليون دولار سنويا. وكشف الوزير عن »‬ لقية ثانية »‬ وهو خط إنتاج معطل للمحاليل بشركة النصر. يستطيع توفير مليون و500 ألف عبوة شهريا، بما يقضي علي أزمة المحاليل. سر عدم دهشتي مما أعلنه الوزير عن المصنعين المخفيين، هو يقيني ان هذه البلاد شديدة الثراء، لكنها تعاني من لوغاريتمات الدولة العميقة التي تتلخص في مقولة نرددها جميعا، : »‬يوم الحكومة بسنة»! ما أتمناه ان يكون اكتشاف وزير الصحة لمصنعي الألبان والمحاليل، دفعة معنوية له وغيره من الوزراء، لاكتشاف واستغلال ثروات مصر المعطلة، المتمثلة في شركات قطاع الاعمال العام، التي يمكن ان توفر علينا بإنتاجها المتنوع، مبالغ طائلة، يتم انفاقها علي الاستيراد، في وقت اصبح فيه الدولار المتحكم الأكبر في حياتنا. أتمني ان يقوم وزير الصحة مثلا بزيارات لشركات الدواء الحكومية ويعيد اليها الحياة، فقد كانت توفر احتياجاتنا، طوال عهدي عبد الناصر والسادات. ثم تحولت بفعل فاعل إلي شركات مهملة، لا تنتج سوي 5% من حجم السوق. نفس الأمر بالنسبة لباقي الشركات الغذائية والمعدنية والنسجية.. الخ الخ، التي أفلتت من مجزرة الخصخصة وما أكثرها. لو حدث ذلك، لاكتفت مصر بما ينتج رجالها، بدلا من استيراد كل شيء من الخارج.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف