عجيب أمر هذا " الاعلام " اذا جاز لى أن أسميه كذلك .. ففى الوقت الذى حاول البعض التشكيك فى قيمة انتصار الزمالك على الفتح الرباطى المغربى فى عقر داره ببطولة الكونفيدرالية والسخرية من فرحة الجماهير البيضاء ، وما عملت آلات الاعلام الأحمر على الترويج له بأن الدور الذى صعد له الزمالك منتصرا خارج الحدود ، وصل اليه الأهلى مهزوما داخلها !!
بالتأكيد هذا نوع من العبث والاستخفاف بالعقول ومحاولة توجيه الرأى العام للتغطية على الفشل من جانب " أبانا " الذى يحرك الأحداث ويوجهها بالنادى الأحمر ويسيطر على منظومته الاعلامية ، فالزمالك انتزع فوزا ثمينا خارج أرضه ، بينما المنافس خرج على ملعبه أمام فريق متواضع وهى فى النهاية هزيمة منكرة فى عرف الكرة .
المثير للدهشة وما يعبر عن الشيزوفرينيا الحقيقية ، هو مبالغة الاعلام الأحمر فى التهليل لانتصارات فريقهم بالدورى ( بعد ابعاد المدرب الأسبانى الفاشل جاريدو ) على حساب أندية متواضعة وضعيفة ( النصر والطلائع ) ، بل والذهاب بعيدا للاشادة بعبقرية المدرب المبروك ، وبانتفاضة فريقهم الميمونة فى الدورى الذى يتصدره الزمالك بأريحية !!
اذا تعاملنا بهذا المنطق " المغلوط بالطبع " فليس من حق الأهلى أن يفرح بانتصاراته فى بطولة يحتل فيها مركزا متأخرا عن ثنائى القمة الزمالك وانبى ، لكن ما يحدث يعد محاولة لتصدير نظرية " الفوز بالايحاء " والتى يعتمد عليها المنافس لنقل الاحباط واحساس الهزيمة مبكرا للخصوم فيفوز فريقهم بسهولة ويسر ، أملا فى التسلل الى القمة كما كان يحدث فى السابق ، والأغرب من ذلك الترويج بأن الزمالك يرهب الحكام لمنحه النقاط الثلاث ، وأن أبانا الذى فى الجبلاية يخشى سطوة ونفوذ رئيس النادى وعلاقاته بالشركة الراعية فيطلب من حكامه منح أصحاب الزى الأبيض نقاط كل مباراة !!
هذه طبعا اتهامات مثيرة للشفقة على من يطلقها وينفخ فيها وينشرها ، وهدفها ضرب الفريق القريب من التتويج بالدورى " فى مقتل " لكن الوضع الآن مختلف ، فالزمالك ليس كما كان فى الأوقات الغابرة يعانى من فجوة بين الادارة والجهاز الفنى واللاعبين وغياب التنسيق والتضارب وعدم الالتزام ، حيث أصبح الفريق حاليا بمثابة المنظومة المتكاملة فى ظل حرص الادارة على تذليل جميع العقبات وتمهيد طريق عودة البطولات التى باتت وشيكة .
نظرية المؤامرة حقيقية بالتأكيد ؛ ويلجأ اليها البعض لاستخدامها حينما يعجز عن المواجهة التنافسية بالطرق المشروعة والشريفة ، أملا فى أن تنجح ، لكن أؤكد وبكل ثقة أنها لن تنجح هذه المرة ، فالزمالك صار له درع وسيف يحميانه من مثل هذه المؤامرات الرخيصة التى تحاك ضده ، ومن يخيل له غير ذلك سيجد الردع الفورى من حيث لا يحتسب !