شدني الكاتب الصحفي الزميل علاء عبد الهادي إلي منطقة الحنين» النستولجيا» كما نسميها نحن معشر الأدباء، فاجأني بصدور الطبعة الثانية من كتابه »كنوز صحفية» عن كتاب اليوم الذي يرأس تحريره الكاتب الصحفي الزميل علاء عبد الوهاب.
صحيح أنني لست من الجيل الذي عاصر»اجتماع الجمعة» الشهير الذي يدور حوله الكتاب، لكني من نفس المدرسة التي أسسها التوأم»مصطفي وعلي أمين» وكان لي شرف العمل مباشرة مع رائد الصحافة المصرية مصطفي أمين عندما اختارني من بين مجموعة من الصحفيين الشباب لتولي واحد من مشروعاته الصحفية الإنسانية وهو »أسبوع الشفاء» ثم »لست وحدك» ثم باب »نفسي» للأطفال.
اجتماع الجمعة أصبح تراثا صحفيا لمدرسة أخبار اليوم، فالخبرة العملية التي كان ينقلها مصطفي أمين إلي أجيال وراء أجيال عبر تلك الاجتماعات كانت أقوي من الحصول علي أعلي الدرجات العلمية من أكبر الجامعات، وأسلوبه في إدارة الاجتماع بالبدء في الحديث عن أهم الأحداث التي يجب الاهتمام بها في ذاك الأسبوع، ثم الاستماع إلي أفكار المحررين والمحررات ومناقشتها، والعصف الذهني حول الزاوية المختلفة التي يمكن للمحرر الصحفي التركيز عليها في تناوله للموضوع، ثم تأتي فقرة التكريم في اجتماع الجمعة التي يخرج فيها مصطفي أمين عشرة جنيهات من محفظته، ويوقع عليها باسمه ويهديها لصاحب أفضل انفراد أو أهم تحقيق صحفي، أو حوار خاص للأخبار.
والكتاب يحوي كنزا صحفيا حقيقيا كما أطلق عليه مؤلفه علاء عبد الهادي، يكفي أن نعرف أن هذا الاجتماع كان مدرسة صحفية يرتادها ليس صحفيو أخبار اليوم فحسب، بل كان بعض محرري الجرائد الأخري يتسابقون لحضوره، والاستماع إلي الأستاذ وهو يتحدث في كل موضوعات الساعة وكيفية تناولها صحفيا. لقد كانت الصدفة الرائعة هي الطريق التي قادت الكاتب للعثور علي ذلك الكنز الفريد، كما كانت الصدفة السعيدة أيضا هي التي قادتنا جميعا لنكون أبناء تلك الدار العريقة، والتتلمذ علي أستاذ الصحافة المصرية مصطفي أمين. شكرا علاء عبد الهادي، مفجر الحنين !.