محمد فتحى
إعفاء شقيق المتوحد من الجيش.. وحبة حاجات تانية !!
اليوم هو 2 أبريل، كل سنة وانت طيب، مرت كدبة أبريل السخيفة أمس علي خير، ولم يصبك منها سوي (الهرس) القديم الذي أصبح لا يصدقه أحد، فما إن تقول لأيهم أي شيء إلا ويقول لك : كدبة أبريل مش كده ؟؟.. تسأله : ازيك، فيرد : زي الفل، فتعاجله : يا لئيم دي كدبة أبريل. وتسأل غيره عن مصنع الألبان الذي اكتشفوه، فيرد الوزير أنه مكتشف بالصدفة، مع أنك تعلم أنها كدبة أبريل ولكن في غير موعدها لأن المصنع (من زمان) والحدوتة ليست كما صورت في الإعلام، وقديماً قالوا الكداب بيروح النار، وحديثاً قالوا الكداب بيعينوه مسئول، وقالوا كذلك »إذا أحب الرجل امرأة ثم ماتت..ماتت كل النساء بعينه، ولم يعد يرغب في أي امرأة اخري»، وهي عبارة وردت في كتاب مسيلمة الكذاب الذي لم ينشر بعد !!.
عموماً 2 أبريل هو اليوم العالمي لمرضي التوحد. الخلل العصبي الذي يصيب العديد من الأطفال ويجعلهم عرضة للانعزال، ويكسبهم سمات مختلفة عن أقرانهم، وتصرفات يستغربها البعض، ويتعامل معهم البعض بوصفهم معاقين أو مصابين بمرض معدٍ فيبتعدون عنهم وينصحون أطفالهم بعدم اللعب معهم، ولا تؤهل المدارس في مصر لاستقبالهم ودمجهم وحسن تربيتهم، ولا يعرف الآباء كيف يتصرفون وسط ناس يقولون إن ابنهم ( بتاع ربنا)، ولا يصل لك سوي أخبار تويتة الفنان فلان عن التوحد، والأضواء الزرقاء التي تضاء في بعض الأماكن لكي تلفت أنظار الناس إلي هذا المرض القابل للدمج والشفاء والتعامل، ولكن قومي لا يعلمون.
لكن ليست هذه هي الحدوتة الآن، فلدينا مشكلات (وعي) لا حصر لها، ولا أحد يريد حلها كما يجب لأن اللي تعوزه السياسة من البني آدم يحرم علي الإنسانية في معالجته الإعلامية والثقافية والتعليمية والمهلبية وانا وانت !!
الحدوتة الآن في واقعة تخص زميلة عزيزة، قضت عمرها مع ابنها المتوحد لإدماجه في المجتمع، ولأنه - في عرف الدولة - من ذوي الاحتياجات الخاصة، فإنه يحصل علي إعفاء من تأدية الخدمة للقوات المسلحة، لكن ماذا عن شقيقه ؟؟ وماذا عن قدرة المتوحد علي الاعتناء بوالدته لو كان الشقيق الوحيد ؟؟ ألا يستحق الأمر مراجعة من القوات المسلحة وإدارة التجنيد ؟؟ ألا يستحق مراجعة في مثل هذا اليوم العالمي من القائد العام، ورئيس الأركان ؟؟ أتمني، مع احتفاظي بكافة بيانات الزميلة لو أحب الأخوة في القوات المسلحة حل مشكلاتها هي وأقرانها، كما أتمني أشياء أخري ليست من الجيش هذه المرة.. بل منا جميعاً، وأنا أولكم.. ربك والحق.. لا أحب الآراء والمقالات التي تبدأ بـ (هذا الشعب)، والتي ينطلق بعدها القائل أو الكاتب بتعميم غريب عن هذا الشعب متخذاً دور المتحدث الرسمي باسم جموعه، لكنني أشعر أننا نعيش في أساطير نحتاج لهدمها إن أردنا أن تعود مصر (أم الدنيا) وأن تصبح (قد الدنيا)، فهذا البلد يعتز بإنجازات الأموات ( الفراعنة والهرم والآثار والحضارة) أكثر من إنجازات الأحياء ( كلنا إيد واحدة يا بهجت)، وهذا الشعب يجب أن يدرك أن أسطورة »اللي بني مصر كان في الأصل حلواني» ليست شيء حلو، فكنا نحلم أن يبنيها مهندس، كما أن أسطورة»شعب متدين بطبعه» يجب أن تظهر في السلوك بحيث لا يتحرش 500 شاب أهوج أرعن بفتاة في الزقازيق، ولا يتحرش أكثر من 200 نائب، بالقضاء المصري من أجل إقرار قانون يجعلنا نشك في عبارة أكتب ما يملي عليك، وهل قيلت في طالب ابتدائي، أم في برلمان اسبرطة.
وأخيراً، وبدلاً من أن تصدر الداخلية بياناً يقول إن السجين أحمد الخطيب الذي أصيب بمرض نادر جاء بالحشرة التي أصابته من سوريا التي جاهد فيها وأنها غير موجودة في مصر، ننصح إدارة الإعلام والعلاقات العامة في الوزارة بمراجعة الحاجة فكرية في مصلحة (جوجل) حيث ستوضح أن الحشرة موجودة في مصر من فترة، أو مراجعة النكتة الشهيرة : مرة واحد قال ان ماعندهوش حشرة وهو عنده جوه..
راجعوا الأوضاع الصحية للمساجين.. جمعاااااء.. أياً كان انتماؤهم السياسي.. نهاركم أبيض.