سميرة الديب
فضائح دور الأيتام .. عرض مستمر!!
رغم اننا في اسبوع الاحتفال بيوم اليتيم .. الا ان دور الايتام مازالت تئن وتتوجع يصرخ من بين جدرانها الاطفال .. تسيل دموعهم من شدة مايلقونه من تعذيب وإهانات وانتهاكات جسدية .. وكل ذنبهم أنهم خرجوا للحياة بلا أب أو أم او غطاء يحميهم او قلب رحيم يحتويهم .. وبدلا من أن يجدوا الرعاية المطلوبة التي يكفلها لهم القانون نجدهم يتعرضون لمعاملة وحشية .. وألفظ نابية .. وطرد في الشارع ونهب حقوقهم من اموال التبرعات والشقق المخصصة لهم .. وتجاهل متعمد من وزارة التضامن الاجتماعي المنوط بها من الحكومة متابعة ومراقبة ومساءلة المسئولين عن دور رعاية الأيتام .. ولكن لاحياة لمن تنادي.
¼ لقد تعالت اصوات هؤلاء الاطفال وصرخاتهم ونداءاتهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ومن خلال التحقيقات الصحفية التي اجريت داخل دور الرعاية .. والبرامج التليفزيونية ومنها برنامج العاشرة مساء الذي اهتم بمشاكل هؤلاء الاطفال والذي يقدمة الإعلامي وائل الابراشي حيث يطالبون المجتمع ان يحميهم من الضياع ومن الموت المحقق من كثرة الاعتداءات التي حدثت معهم في الفترة الأخيرة والتي زادت عن الحد من حرق وضرب بعصي بها مسامير وفقء عين احدهم وكسر ذراع آخر وانتهاكات اخري افظع مما نتخيل فقد قام مشرف "مش بني ادم" بدار ايتام بـ 6 اكتوبر بمعاقبة طفل بقطع جزء حساس من جسمه .. ورغم فضح ما يحدث داخل دور الايتام خلال الثلاثة اشهر الماضية وحتي الان الا ان التعذيب بها مازال مستمراً.
¼ورغم كل ما شاهدناه علي اجساد الاطفال من حروق وما سمعناه من الشكوي المستمرة من الاعتداءات الجنسية من المنحرفين من شباب الدار علي الاطفال الصغار نتيجة لعدم الرقابة من المشرفين إلا ان هذا لم يحرك وجدان او مشاعر اي مسئول من وزارة التضامن ولا من المجلس القومي لحقوق الإنسان ولا المجتمع المدني .. وانما جاء التحرك من الرقابة الإدارية التي ذهبت علي الفور في منتصف الليل وقامت بإثبات كل المخالفات الموجودة بدار الرعاية والتعليم بالجيزة وهي دار من ضمن حوالي 12 داراً للأيتام كلها مخالفات صارخة.
¼ ان التجاهل الشديد والواضح من المسئولين بوزارة التضامن لهذه المشكلة يؤكد أن هناك تقاعسا متعمداً. او ان مديري دور الأيتام المشكو في حقهم اصبحوا فوق القانون ولايستطيع احد ان يعاقبهم عن الجرائم التي ترتكب تحت سمعهم وبصرهم مع الاطفال الذين لم يقترفوا اي ذنب غير انهم بلا أسر تحميهم من المشرفين غير المؤهلين لهذا العمل والذين لايوجد لديهم اي خبرات في تربية الاطفال حيث ان معظمهم لايحمل اي مؤهلات تناسب المسئولية التي تقع علي عاتقهم.
¼ هل هذا معقول .. هل انعدمت الضمائر لهذه الدرجة هل هؤلاء الاطفال لا يجدون من يدافع عنهم ويرفع الظلم عن اجسادهم الضئيلة والضعيفة التي لم تعد تتحمل اي ايذاء اخر .. إن المادة 80 في دستور 2014 تكفل حقوق الطفل في الرعاية والتعليم والصحة والحماية ومع ذلك لايجد الطفل اي شئ مما يكفله له القانون .. وأن ما نعرفه من حوادث حدثت مع الاطفال داخل دور الرعاية يقل عن 5% مما يحدث معهم في الواقع .. ولهذا نطالب بمعالجة القصور الموجود في تطبيق اليات هذا القانون والعمل علي توفير الحماية والامان لهم.