قضيت الأسبوع الفائت كالمكوك بين عبدالله حسن وعبدالله حسين..
عبدالله حسن موظف مثالي بهيئة البريد ووكيل مكتب بريد رفح.. وما أدراك ما رفح!!! وعبدالله حسين مسئول الإدارة الطبية لهيئة البريد بالعتبة والذي بكلمة من بين شفتيه الرقيقتين يدخلك مستشفي.. وبكلمة أخري يخرجك منها!!
عبدالله موظف مثالي لأنه أفني عمره في البريد. التحق بالعمل فور عودة سيناء كاملة لحضن الوطن الأم مصر عام ..1982 التحق بالبريد تاركاً الدراسة بالجامعة التي التحق بها بالفعل لإعانة والده في رعاية أسرة .كبيرة العدد. وقد كلل الله جهوده بالنجاح سواء فيما يخص أسرته الصغيرة... أو أسرته الكبيرة هيئة البريد.. والأسرة الأكبر.. مصر.
لم أكن أعرف ان العمل في البريد شاق.. وشاق جداً إلا بعد أن عبر عبدالله حسن الذي يتحمل مسئولية أول مكتب بريد علي حدود مصر الشرقية الملتهبة.
يحافظ علي كل مليم للدولة.. حوّل منزله وسيارته إلي مكتب تبادلي للبريد. يوماً بعد آخر أموال البريد المطلوبة في سيارته من رفح إلي العريش غير خائف أو هياب من عصابات الإجرام والهرطقة.. عبر طريق كلنا نعرف مدي خطورته علي الأقل مما رد الينا عبر وسائل الإعلام.
لقد تم تكريمه كعامل مثالي أكثر من ثلاث مرات.. الأولي لأنه حمي أموال البريد يوم 28/11/2011 من النهب فقد نقلها إلي بيته ثم سلمها للدولة.. ومن ثم وجب تكريمه.. ثم شهادة تقدير أخري من محافظ شمال سيناء اللواء عبدالفتاح حرحور كعامل مثالي علي مستوي المحافظة.. ثم شهادة تقدير من رئيس هيئة البريد أيضاً كعامل مثالي.
أما عن تقدير زملائه له فحدث ولا حرج.. بعد أن وقعت الواقعة وسقط عبدالله بجلطة في المخ وشلل في النصف الأيسر من الجسم.. لقد كانوا له نعم الإخوة ونعم الأشقاء ونعم السند.. ذلك انهم يقدرون ما يقوم به.. لقد تقطعت نياط قلوبهم عليه وعهدي بهم انهم الآن يشعرون عبري فقدانهم له وخسارتهم لوجوده بينهم.
عن هيئة البريد فإنها تقدم لموظفيها خدمة طبية جيدة لا فرق في ذلك بين موظف مغمور أو مشهور.. الكل متساوون حتي سقف معين للمبلغ في المستشفي الخاص المتعاقد معه الهيئة بالجيزة.. وبعدها لكل حادث حديث!!
ظل عبدالله في العناية المركزة مع تقدم طفيف في حالته.. حتي انتهي ذلك "السقف" المالي.. وكانت صدمة أسرته انهم كانوا يجهلون ذلك.. تلك الصدمة التي تجاوزها بعد أن اتضحت لهم الحقيقة في اتصال مع السيد يوسف رئيس النقابة العامة لعمال البريد..
طبعاً لا أحد يطالب بالمثاليات في وقت أصبح فيه الطب بيعاً وشراء.. عملية تجارية.. إلا ما رحم ربي!! وفي عهد يدعي وزير الصحة زوراً وبهتاناً ان سياسة الزعيم عبدالناصر هي السبب في تدهور الخدمات الصحية والتعليمية.. أيها الوزير.. كان غيرك أشطر!!
فقراء مصر يتمنون عودة عهد عبدالناصر ليتلقوا علاجاً مجانياً وتعليماً محترماً بعد أن أصبح كليهما مسخاً!!
ملاحظاتي علي هيئة البريد الطبية بالعتبة اكتفاؤها بالسقف.. دون متابعة يومية تُشعر أهل المريض انها معهم.. وبعد انتهاء السقف أيضاً تساعد أهل المريض علي تحويل علاجه للتأمين الصحي أليس أهل مكة أدري بشعابها؟!
والسؤال الذي نتمني جميعاً أن نسمع اجابة له: هل قانون التأمين الصحي الجديد سوف يقضي علي الثغرات التي يعاني منها النظام الصحي الحالي الذي هو نظام ولا نظام! هذا ما سوف يشغلنا في الأيام القادمة وما سنعود اليه إن شاء الله..