المساء
مؤمن الهباء
ابحث عن المستورد
أحدثت مواقع التواصل علي شبكة الإنترنت ثورة حقيقية في دنيا المعلومات.. صار الحصول علي المعلومة سهلاً ميسوراً في لحظات معدودة.. وصارت المعلومات متاحة ومتداولة بين المشاركين في هذه المواقع بنقرة لطيفة علي شاشة جهاز المحمول.. أو بمجرد "كليك" بالماوس علي شاشة الكمبيوتر.. وقد تخصصت بعض المواقع في تجميع المعلومات وتقديمها بشكل مدهش جذاب.
في الأسبوع الماضي وصلني فيديو علي موقع "واتس آب" يتناول المتحدثون فيه حجم وقيمة بعض المواد الاستهلاكية التي يستوردها المصريون من الخارج كل عام بعد أن أصبحوا - ولله الحمد - يستوردون طعامهم وشرابهم وكل ما يحتاجون إليه في حياتهم.. من الإبرة إلي الصاروخ.
يعتمد الفيديو علي تجميع ما قاله ضيوف البرامج الحوارية علي القنوات المصرية في مناسبات عديدة مع مذيعات ومذيعين مصريين مثل أحمد موسي وتامر أمين وأحمد المسلماني ومذيعات لا أعرف أسماءهن.
ولغرابة الأرقام التي قالها هؤلاء الضيوف فكرت في أن أنقلها إليكم.. وأشرككم في الهم الذي أصابني بعد أن سجلت بعض ما استطعت التقاطه من هذه الأرقام الصادمة علي النحو التالي:
* هل تصدق.. نحن نستورد "أستك الفلوس" من الخارج بـ 70 مليون دولار في العام لأننا لا نصنعه.
* واستوردت مصر في عام واحد 25 ألف جهاز آيفون بقيمة 450 مليون جنيه.
* ونقلاً عن مصادر في وزارة التجارة والصناعة استوردت مصر خموراً وشاي وقهوة وسجائر ومنبهات ومشروبات بـ 3 مليارات جنيه في 7 شهور.
* واستوردنا أدوات حلاقة وأمواسا بـ 50 مليون جنيه.
* وعصير أناناس بـ 300 مليون جنيه.
* واستوردنا كميات من اللبان بـ 8 ملايين جنيه.
* وكميات من التفاح بـ 480 مليون دولار.
* وفلفل وكمون بنصف مليار جنيه.
* واستوردت مصر منشطات جنسية بملياري جنيه في السنة.
* واستوردت الشاي الكيني بـ 300 مليون دولار في السنة.. حيث يرتبط المزاج المصري بالشاي الكيني خصوصاً.
* أما بيزنس هدايا عيد الحب فقد بلغت تكاليف استيرادها 10 ملايين دولار سنوياً.
* ولا تتعجب.. فإن المصريين يستهلكون ورق البفرة "المستورد" طبقاً لبيانات الجهاز المركزي للإحصاء بمليار جنيه في 8 شهور.
* وتستورد مصر سلاكات الأسنان بـ 40 مليون دولار.
* كما تستورد بالونات الهواء التي يلعب بها الأطفال بـ 11 مليون دولار.
والان.. هل أدركنا كيف تهدر مقدرات مصر في استيراد أشياء لا تضيف أي قيمة إلي اقتصادها.. بل بالعكس تستنزف هذا الاقتصاد.. ولا تدع له فرصة كي ينهض ويقف علي قدميه.
والملاحظ علي هذه المواد الاستهلاكية الكثيرة المستوردة أنها تخص دائرة ضيقة من المصريين المقتدرين.. وباستثناء بعض المواد التي تدخل في الاحتياجات العامة مثل الفلفل والكمون والشاي الكيني والبالونات فإن المواد الأخري لا تدخل في احتياجات القاعدة العريضة من الشعب.. وإنما لها مستهلك معروف تأتي له خصيصاً ولا تتأثر بارتفاع سعر الدولار أو انخفاضه.. وهذا المستهلك لا يمكن أن يستغني عن الخمور والأناناس والتفاح الأمريكاني وهدايا عيد الحب والمنشطات الجنسية وأجهزة الآيفون.
ومن الظلم البين أن يحسب هؤلاء المستهلكون المقتدرون علي عموم الشعب المصري.. وأن تستخدم الحكومة هذه الأرقام لتقول إن الشعب غني ويدفع أمواله في المستورد.. ومن ثم لن يتضرر من رفع الأسعار وتحمل المزيد من الأعباء.
يجب علي الحكومة أن تبحث عن هذا المستهلك المقتدر.. الذي يجري وراء السلع الاستفزازية لتضع علي كاهله بعض الأعباء.. عن طريق الضرائب التصاعدية والجمارك العادلة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف