جريدة روزاليوسف
د. حماد عبد الله حماد
الأمن القومى و«الغباء السياسى»!
لا شىء مهم قدر أهمية الأمن المصرى والاستقرار السياسى المصرى، أهم من كل الادعاءات وكل الأفكار وكل الإبداعات، رغم أهمية هذه العناصر جميعها إلا أن الأمن القومى والاستقرار السياسى هما دعامة حياتنا كمصريين، فلا يمكن أن نستمر فى حياتنا الاقتصادية والاجتماعية (رغم عدم ارتياحنا إلى مستواها) إلا أن مانعيشه نعمة من عند الله! فالسياحة فى طريقها وفى نموها وفى سيولة حركتها إلى الوطن وإلى أرجائه، سواء جنوباً أو غرباً أو شرقاً فالسياحة الأجنبية والعربية تطمئن إلى مزاولة حياتها فى فترات سياحتها وراحتها فى بلادنا، كما يعيشون فى بلادهم وربما أكثر أمناً من بعض العواصم الوافدين منها، هذا بجانب أن الحياة رغم تكدس مواصلاتها وضيق الحياة المرورية فى شوارعها، إلا أن ـ أيضاً ـ السلوك المصرى (رغم عدم سعادتنا به) إلا أنها أكثر طيبة وأكثر حميمية من عواصم دول أخرى أيضاً. ومع ذلك فإن الشارع المصرى رغم قذارته ورغم إهمالنا لأساسيات نظامه وحياته إلا أنه شارع طيب بمعنى الكلمة (حٌنَّيِنْ) على الأجنبى خاصة ولعل حركة البيع والشراء، خاصة فى مطاعمنا الشعبية (الفول والطعمية والكشرى والمسامط) وكذلك مراكز الشواء للحوم مثل (الرفاعى وأبورامى) وغيرهم من أسماء شعبية محترمة ومشهورة لدى كثير من زوار مصر سواء أجانب أو عرب ورغم تواضع تلك المطاعم، لكن حميمية ومقابلة أصحابها والعاملين فيها لضيوفهم شىء فوق الوصف وفوق الخيال، مما يجعل زيارتهم والطعام لديهم ضمن أجندة كثيرين من السياح المصريين هذا بجانب المحلات الكبيرة والمطاعم الملحقة بالفنادق وكلها ذات سمعة طيبة لدى ضيوف مصر. ولعل أيضاً الاستقرار السياسى والأمن القومى المصرى يجعل أيضاً المهنيين المصريين فى عملهم شبه مستقرين وإن ضاقت الحياة بالبعض أو الأغلبية لسياسات انكماشية تتخذها فى بعض الأحيان الحكومة إلا أن الحياة تسير! هذا بجانب الحرفيين والصنايعية وحتى الباعة الجوالة (فى الاقتصاد غير الرسمى)، كل هذه الفئات من المواطنين لديهم برامج عملهم، السلاسة مع مسيرة الحياة المستقرة الآمنة فى بلادنا، لذلك، فإن الأمن القومى المصرى، وحمايته والسهر عليه ومعرفة أماكن تسرب الخطر سواء من حدودنا الشرقية عبر أنفاق رفح الحدودية أو من بعض مناطق حدودنا الجنوبية، أو حتى عبر البحر الأبيض المتوسط والأحمر. كل هذا يتطلب السهر، والجدية والحزم، وعدم التهاون وعدم الاكتراث ـ أيضاً ـ لأصوات بالداخل إما أنها غير عالمة، أو أنها غبية أو أنها «عميلة» والأخيرة أشك فيها، وأميل أكثر للغباء السياسى!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف