حسن المستكاوى
الأهلى 5 زائد 5 زائد 5.. !
** الأهداف هى حبة الكريز التى تزين «تورتة الأداء». وإذا غاب التهديف، فذلك ليس معناه أن الفريق لم يكن جيدا، أو كان سيئا. وإذا كان المشجع ينتظر الهدف كى يبنى عليه تقييمه لفريقه، فهذا لا يجوز أبدا بالنسبة للناقد. وذلك من الأخطاء الشائعة، والمشعة، أى التى تؤثر سلبا على المتفرج أو القارئ. فالأهلى قدم شوطا مميزا أمام الداخلية، وهو الشوط الأول، فأحكم سيطرته، وهاجم بزيادات عددية، وبتحركات تكتيكية جماعية، وفردية أسفرت عن إفراز فرص تهديف وقد وجدت هذا الأداء الجماعى مميزا وممتعا أيضا.. ونجح الأهلى فى الشوط الثانى فى ترجمة سيطرته، وتحركات لاعبيه الجماعية فى إحراز أربعة أهداف.
** سجل كوليبالى هدفين، وهو لاعب قوى و«هجام وابن جون» يندفع نحو المرمى. ولاشك أنه نال إعجاب النقاد والجمهور. ولكن لا شك أيضا أن ظرف تقدم الأهلى على الداخلية، منح كوليبالى مساحة حركة كبيرة، بعد أن تخلى المنافس عن استحكاماته الدفاعية التى بناها أمام مرماه. وحين نصف كوليبالى بأنه كان نجما، فذلك يتعلق بمباراة شارك فيها، وبرز فيها، وحاول التهديف فيها منذ اللعبة الأولى، ثم سجل فيها وهو ليس حكما دائما ومطلقا فى انتظار تألقه بمباريات قادمة.
** مشاركة كوليبالى منذ وصوله إلى الأهلى محل جدل، ومناقشات، وحوارات مباشرة وغير مباشرة بين البدرى وبين النقاد والمحللين.. ومنذ سنوات تدهشنى مبررات عدم الانسجام وانتظاره للاعبين المستجدين على الفريق لتمرير فكرة عدم مشاركتهم، خصوصا حين يكونون لاعبين محترفين مستوياتهم معروفة وعلى أساسها أبرمت العقود. وفى كثير من الأندية الأوروبية يتعاقدون مع لاعبين يلعبون مع فرق أخرى فى دول أخرى ويشارك اللاعب الجديد فى مباريات فريقه الجديد على وجه السرعة كما حدث مثلا فى حالة الويلزى جاريث بيل مع ريال مدريد، والسويدى زلاتان إبراموفيتش مع مانشستر يونايتد.. فالتدريب وفتراته هو ما يصنع الانسجام، بجانب التجارب الودية.. فاللاعب المستجد ليس ناشئا يحتاج إلى خبرة المرور من رهبة المباريات.
** لعب الأهلى بطريقة أقرب إلى 4/1/4/1.. والأرقام مجرد توصيف لتمركز اللاعبين.. بعيدا عن تسميات طريقة دفاعية وأخرى هجومية. المهم هو أسلوب اللعب، وقدرات اللاعبين. فطريقة 4/4/2 مثلا قد يلعبها فريق مهاجما ويلعبها فريق آخر مدافعا. وبشكل عام كان الأهلى يهاجم بخمسة لاعبين، ويدافع بخمسة لاعبين، ويلعب بخط وسط مكونا من خمسة لاعبين.. وبالحساب يكون الأهلى لعب فى بداية المباراة وحتى نهايتها بحارس مرمى و15 لاعبا.. لكن بكرة القدم هم حارس مرمى و10 لاعبين يلعبون كرة جماعية.. والأخيرة هى أصل اللعبة.
** على النقيض من أصل اللعبة، غابت الجماعية مرة أخرى عن الزمالك.. وطغت الفردية، وطغت أيضا التحركات العشوائية.. أيمن حفنى ومصطفى فتحى بما يملكاه من مهارات يجريان بالكرة، وستانلى يتحرك جيدا ويلعب من لمسة واحدة، لكن هذا لم يكن مفيدا لأنه وحده. ومعروف يوسف وطارق حامد يجريان خلف الكرة، وخلف لاعبى سموحة، والأخطاء الدفاعية متكررة، وأحمد توفيق مقيد بدور دفاعى لايحبه. وأحمد أبو الفتوح كان نجما بجهده وبحماسه و... وكان هو أيضا وحده.. وقابل ذلك أداء تكتيكى رفيع المستوى من سموحة حتى تسجيل الهدف الثانى ثم رفع الفريق راية الدفاع.. حتى النهاية.