الأخبار
جلال دويدار
«المضحكات» »المبكيات«.. ومصنع.. ألبان الأطفال!!
من المؤكد أن وراء مصنع ألبان الأطفال الذي خلعوا عنه فجأة »طاقية الإخفاء»‬ ليظهر علي ساحة العجب المصرية.. حكاية من تلك الحكاوي التي دائما ما ترتبط بتخاريف الحشاشين الفاقدين للوعي والتوعية!! لن يكون مفاجأة أن يكون وراء هذا الحدث شبهة فساد كانت محصلتها تحميل موازنة الدولة عشرات الملايين من الدولارات لتوفير هذه السلعة الاستراتيجية اللازمة لإطعام أطفالنا. ملابسات هذا الاكتشاف تفوق ما يمكن أن يصاحب اكتشافات الآثار الفرعونية من إثارة لمشاعر العجب.
عندما سمعت وقرأت عن هذه القصة سيطر عليّ الاعتقاد بأن الامر ليس سوي هزار بايخ. لا يمكن تصديق وقائع هذه المسرحية الهزلية التي بدأت العام الماضي من خلال الجدل والنقاش حول نقص لبن الاطفال. وهو الأمر الذي كاد ينذر بكارثة اجتماعية. شمل ما دار مشاحنات بشأن عملية الاستيراد في ظل محاولات لسن السكاكين من جانب المحتكرين الذين انفتحت شهيتهم الجشعة. لذبح الحكومة والمواطنين المستهلكين. وفي إطار مواجهة هذه الهجمة الاستغلالية بادرت أجهزة قواتنا المسلحة بالتدخل لانقاذ الموقف- حيث الضبط والربط والشفافية- بعملية استيراد عاجلة للاحتياجات لانقاذ ما يمكن انقاذه.
تواصلت وقائع هذا السيناريو بينما كان السكون المريب يسود فيما يتعلق بوجود هذا المصنع المجهز والذي يملك كل الامكانات لتوفير الاحتياجات اللازمة من لبن الاطفال بالمعايير الدولية عالية المستوي.لا أحد يعرف حتي الآن من المسئول عن هذه الجريمة التي أجبرت الدولة علي تدبير هذه الملايين من الدولارات في الوقت الذي كانت تعاني فيه خزينتها من شح العملة الصعبة.. أين كانت الأجهزة الرقابية التي لا تخفي عنها النملة -كما يقولون ويدعون- حتي لا تكتشف وجود هذا المصنع وتنصح الدولة باللجوء إليه لانقاذ الموقف وتوفير الأموال!!
من حقي ومن حق أي مواطن أن يشعر بالدهشة والعجب لدرجة الضحك حتي الثمالة من هزلية فصول ما حدث الذي يجعلنا نردد »‬كم من المضحكات المبكيات فيك يا مصر»!! هل يمكن لأحد أن يصدق ما تم تبريره بشأن وجود هذا المصنع وعدم الاستعانة به لحل مشكلة نقص ألبان الأطفال؟
لا جدال أن ما صدر عن وزارة الصحة حول هذا الاكتشاف في إطار موجة من الضجيج الإعلامي الذي بدأه عن حق الاعلامي عمرو أديب العائد من الوعكة الصحية يثيرالعشرات من علامات الغرابة خاصة أنه كان لابد أن يكون هذا المصنع مسجلا لديها!!
زاد من الطين بلة.. بيان اتحاد الصناعات الذي يتولاه حاليا رجل الأعمال الصناعي ورئيس تجمع دعم مصر لمجلس النواب »‬السويدي». أعلن أنه سبق وتم ابلاغ وزارة الصحة بوجود هذا المصنع علي وجه الحياة ولكن لا حياة لمن تنادي!!
هل يمكن وباعتبارنا مواطنين تستمد هذه الدولة وجودها من دعمنا وتأييدنا وفي إطار الواجبات الموكلة إليها بحكم مسئولياتها.. أن يتكرم مسئولوها بتوضيح أصل الحكاية بشفافية دون مواربة أو لف أو دوران أو دون أي محاولة للتغطية علي الحقيقة. لاجدال أن هذه الحقيقة مؤلمة ومأساوية من كل جوانبها حيث ستفضح أسباب هذا التخلف وهذا الضياع الذي نعيشه . ليس من تعليق سوي أن أقول بأعلي الصوت لك الله يا مصر داعيا الله إلي مزيد من أمثال هذه الاكتشافات لفضح جرائمنا في حق بلدنا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف