في الساعة العاشرة مساء الخميس الماضي.. كم مليون عائلة ولا أقول فردا جلسوا أمام شاشات التليفزيون أو بجوار الإذاعة في انتظار بداية عودة ليالي التليفزيون الغنائية لصاحبها المرحوم جلال معوض.. المفروض ان نجميها كانا أنغام ووائل جسار ففوجيء الجميع ببث مسرحية "حقاً انها عائلة محترمة" لفؤاد المهندس وشويكار!!!... أين الحفلة التي نشرت أخبارها في كل الصحف الصباحية والمسائية.. يمكن ستذاع علي القناة الثانية!!!... نقلب علي القناة الثانية نجد ذكري عبدالحليم حافظ الأربعين!!! يمكن الحفل حصرياً علي الإذاعة!!!... أبداً!!!
في صحف صباح الجمعة "اليوم التالي" نعلم ان المطربين أنغام وجسار لم يسافرا أصلاً إلي شرم الشيخ حيث يقام الحفل!!!.. لقد امتنعا عن احياء الحفل لأنهما لم يقبضا عربوناً!!! يا سلام!!! طيب لماذا لم يعتذرا من بدري؟؟!!!.. ولماذا لم تعلن وسائل الإعلام من بدري عن هذا الاعتذار!!! من المسئول عن هذه المهزلة؟؟!!! التحقيق جاري!!!.. الحكاية أصلاً لا تحتاج لتحقيق!!!
***
سأروي لكم حكاية منذ حوالي 15 عاما..
والد العروس رجل سياسي قديم تولي عدة مناصب كبري فضلاً عن انه اسم مشهور.. اتفق مع مطرب معروف في سوق الطرب والغناء بأنه "نصف مطرب"!!! اتفق معه الرجل الكبير علي أن يحيي فرح ابنته في أكبر فندق في مصر.. انتهت "وصلة" دينا الفنانة الرائعة.. وصعد المسرح المونولوجست الذي كان مشهوراً في هذه الفترة.. كل هذا ولم يحضر "النصف مطرب" ولا فرقته الموسيقية ولا أحد منهم!!!
بدأ القلق... أرسل الرجل الكبير أحد معاونيه إلي منزل "النصف مطرب" فلم يجده... خرج من أول اليوم ولم يحضر بعد!!! لا وقت للبحث عنه.. الدقائق محسوبة.. دموع العروس التلقائية في ليلتها الوحيدة تمزق قلب الأب الكبير المشهور.. الموضوع شاع وعلمه بعض الحضور ومعظمهم من كبار القوم.. أحد المدعوين معه تليفون الفنان الرائع الحقيقي هاني شاكر وهو أساساً صديق له.. يتصل به المدعو ويصف له الموقف الغريب أمام جمع من كبار القوم.. ينزل المطرب الفنان الحقيقي من منزله وهو يكمل ارتداء ملابسه علي السلم وفي السيارة وتليفون لمدير أعماله ليجمع أي قدر من الفرقة الموسيقية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.. وبعد المونولوجست تمت الدعوة للبوفيه المفتوح المفروض انه آخر ما في الحفل.. ولكن فقط لتغطية الفضيحة.. ثم أحيا هاني شاكر الفرح بكل جوارحه ويقبل العريس والعروسة ويدعوهما للرقص علي أنغامه وحدهما لإخراجهما من التوتر العصبي!!! وكانت ليلة أكثر من رائعة وامتدت ساعات طويلة.. وانتهي كل شيء بخير أكثر مما كان يتوقع أحد!!!
***
قالوا للرجل الكبير: الحمد لله.. وألف مبروك.. ومنه لله "يقصدون النصف مطرب".. ولكن الرجل بإصرار شديد يقول:
ـ ابدا.. ابدا.. دموع بنتي في ليلتها بالدنيا كلها..
قدم الرجل الكبير أكثر من شكوي لكل الجهات مع استغلال مركزه واسمه وشهرته والكل عمل معه وتحت رئاسته.. وبعد شيء من الجهد قررت نقابة الموسيقيين أو نقابة المطربين لا أدري قررت وقف هذا "النصف مطرب" عن الغناء في أي مكان أو في أي عمل مدة ـ لا أذكرها ـ ولكن الذي حدث بعد نشر هذا الموضوع في الصحف ان "النصف مطرب" كاد يتسول لقمة عيشه لمدة طويلة جداً اضعاف عقوبة النقابة التي امتنعت في الوقت نفسه عن اعطائه ولو سلفة!!!
***
تري هل سيتم معاقبة كل من أنغام ووائل جسار.. أم ان الخطأ من آخرين؟! وسيتم معاقبتهم أيضاً!!! المهم عودة ليالي التليفزيون بأي ثمن... ما ذنب الناس!!!