الأهرام
سعاد طنطاوى
" تغيير" من اجل حياة كريمة للمعاق
بعكس كل المجتمعات المتقدمة التى تنظر إلي الإعاقة علي أنها تعطل وظيفة من وظائف الجسم لا تمنع صاحبها من ممارسة حياته الطبيعية وتقديم الخدمات في المجتمع ، للأسف ينظر في معظم المجتمعات العربية ومنها مصر إلي أن المعاق شخص يحتاج للعطف وليس له القدرة علي ممارسة حياته الطبيعية .
هذه هى الحقيقة التى لابد ان نستوعبها ولان حكومتنا مشغوله بمهام كثيرة تستلزم ان يشاركها القطاع الخاص والمجتمع المدنى فى حمل هذا الهم تكون هنا اهمية الدور العظيم الذى تقوم به مؤسسات المجتمع المدنى فى رعاية ذوى الاعاقة بعدما قرأت معلومة تؤكد ان مدينة مثل ابو سمبل تخلو من دور رعاية لهذة الفئة فى الوقت الذى تنشط فيه مجموعة من الجمعيات الاهلية مثل " حقى " و"بدأ بخطوة " والامانى الجميلة " و المؤسسة المصرية لحقوق الصم ومترجمى لغة الاشارة " العاملة فى مجال خدمة المعاقين والمنتشرة على مستوى محافظات القاهرة الكبرى بتبنى عدة مبادرات مجتمعية لتوعية الاشخاص ذوى الاعاقة بمختلف انواعهم بحقوقهم فى الحصول على معاش الضمان الاجتماعى من خلال مشروع "تغيير " لدعم منظمات الاشخاص ذوى الاعاقة فى مساندة المعاقين للحصول على معاش الضمان الاجتماعى الذى تتبناه هيئة هاندى كاب انترناشيونال مصر مع مبادرات اخرى لجمعيات اهلية تعمل على توظيف ذوى الاعاقة وتسعى لعمل مبادرة مجمعة للضمان الاجتماعى والتوظيف لخدمة اكبر قطاع ممكن من ذوى الاعاقة فى مصر.

الملفت للامر جدية المشروع و ان تلك الجمعيات تؤمن ايمانا كاملا بقضية المعاق ومحاولة دمجه دمجا حقيقيا بالمجتمع لا بالشعارات والكلام وانما بسعى حثيث للتعاون مع الجهات الحكومية المختصة ورجال الاعمال ان امكن وتعد فرصة عظيمة لرجال الاعمال المصريين وغير المصريين الذين يبحثون عن دور بارز فى اظهار تحملهم المسئولية المجتمعية بتبنى قضية ذوى الاعاقة التى هى فى حاجة ملحة اكثر الى تعاون اعلامى يبرز حقوقهم فى المجتمع الذى ولدوا من صلبه بعيدا عن نظرة الشفقة التى اعتادوها منه كما انه مطلوب ايضا تضافر جميع الجهات الحكومية سواء تضامن اجتماعى او قوى عاملة او تعليم جامعى وقبل الجامعى او صحة او إسكان فى توفير الرعاية والخدمات لهذة الفئة فهو حقهم بقوة القانون وعلينا الانغفل أهمية دور الأهل في تربية أبنائهم من ذوي الاعاقة و مساعدتهم للحصول علي الحياة الطبيعة و صقل مهاراتهم مما يؤدي إلي تحسين نفسيه الأسرة كلها حينما تشعر انها تتساوي مع الأشخاص العاديين و تستطيع إستكمال الحياة بشكل طبيعي بتوفير حقها في الرعاية الأسرية والصحية و التعليم والعيش الكريم .

الامر فى حاجة الى تغيير ، تغيير حقيقى وجذرى فى طريقة معاملة المجتمع لهذه الفئه ، تغيييرفى فكر موظف الحكومة العقيم حينما يتعامل مع احد الاشخاص المعاقين وتشعر انه للاسف لاحافظ ولا فاهم وان كان هناك قلة قليلة من هؤلاء الموظفين يؤدون عملهم بضمير ، تغيير فى نظرة عطف المجتمع الى المعاق على انه محتاج وتناسوا انه صاحب حق ، تغيير فى بيروقراطية وروتين الجهات الحكومية فى التعامل معهم عند توظيفهم وتوفير ضمان اجتماعى لهم ، تغيير فى نظرة كثير من رجال الاعمال السلبية اليهم بالقاء حسنة لهم أخر كل شهر.

بدل توفير وظيفة حقيقية- فرضها عليه القانون - يظهر فيه مهاراته وقدراته والتى ربما يتفوق فيها على اخرين من غير ذوى الاعاقة ، تغيير فى مساندة الجمعيات الاهلية لهم بصفتها الضلع الثالث للتنمية فى المجتمع ، تغيير حقيقى بضمهم من جديد الى حضن امهم مصروحنانها ولن يحدث هذا الا اذا حصل كل معاق على فرصة عمل تغنيه عن سؤال اللئيم وضمن حياة كريمة تكفيه شر الايام .واراها فرصة لنا جميعا بأن نمد ايدينا الى بعض ونشارك فى هذا التغيير ، ليكون تغيير فعلى وحقيقى فى حياة المعاق .

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف