الأهرام
محمد نبيل
فوارق الأهلى والزمالك
التعامل مع المشكلات والأزمات هو ما يصنع النجاحات والانجازات، وطبيعة الحياة أن تتعرض أى مؤسسة لعثرات، لكن إدارة تلك المرحلة بحكمة وعقلانية هى ما تحدد مدى قدرة المؤسسات على تجاوز المشكلة واستكمال المسيرة، وهذه الأيام نشاهد أزمات تكاد تكون متشابهة فى المضمون، داخل الأهلى والزمالك وما يتعرض كل منهما لمشكلات، سواء مشكلات كبار نجوم الأهلى «فتحي، غالي، متعب» والتى كانت كفيلة بهدم مسيرة الفريق فى مشوار بطولاته، أو قضية انسحاب الزمالك من الدورى وإقالة الجهاز، ورغم التشابه إلا أن هناك فارقا كبيرا فى التعامل مع الأزمات، بين الناديين وهذا واضح فى نتائج كل منهما سواء فى الدورى أو البطولة القارية، فلماذا يتخطى الأهلى مشكلاته ويحاول علاجها وفى الزمالك يكون الانهيار واضحا وسريعا الحكاية ليست شعارات وتصريحات وردية لفرض الاستقرار الوهمي، لكن الأصل فى القدرة على إدارة الأزمات، فكيف يعيش فريق حالة استقرار وهو لا يشعر به، فرغم قسوة خسارة الزمالك من سموحة إلا أنها كانت متوقعة، فعلى مدار أسابيع ونغمة الانسحاب من الدورى هى لغة إدارة النادي، ثم تفاجئ لاعبيك قبل المباراة بـ24 ساعة بالتراجع عن الانسحاب، وحتى لو كان الجميع على قناعة باستحالة تنفيذ الزمالك لتهديده، إلا أن إدارة النادى صدرت عدم اللامبالاة للاعبين وسلبتهم التركيز والإصرار على تعويض خسائره للعودة لصلب المنافسة على اللقب، وبصراحة فان إدارة الزمالك وحدها هى من تتحمل أسباب الخسارة.

ولو نظرت إلى مشكلات الأهلى فتجد أنها أخطر، خاصة وأنها كانت قائمة على خلافات مباشرة بين اللاعبين مثل أزمة فتحى وغالي، أو تصريحات لاعب كبير بحجم متعب ضد الجهاز الفنى وما يتعرض له من تشويه، وهذه أزمات عميقة، لكن القوة والصلاحيات التى يملكها الجهاز الفنى للأهلى بدعم من إدارة النادي، جعلت هذه المشكلات هى والعدم سواء، وتم تخطيها ومواصلة الانتصارات المحلية والقارية.

وليس صحيحا أن الزمالك لديه أزمات خارجية، فالنادى هو من يصنع مشكلاته، بتصريحات أو قرارات سلبية، فعدم وجود مساندة لأى جهاز فنى على المدى البعيد ومنحه الصلاحيات، له دور كبير فى تطور الأزمات، فمع أول خطأ للجهاز الفنى تنقلب الأمور وتتعقد العلاقات ويصبح المدرب طريد التصريحات اللاذعة، وهذه هى الأزمة الحقيقية فى القلعة البيضاء والفارق مع الأهلى.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف