محمد جبريل
حتي لا تتحول فلسطين إلي ذكري!
أعدت قراءة بيان القادة العرب في نهاية اجتماعات القمة في عمان.
لعلي أرجو- بكل تأدب- أن يعدل القادة صيغة التأكيد علي ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. تشكل أوضاع 1967 حدودها. وعاصمتها القدس الشرقية.
أهمل الكيان الصهيوني عشرات البيانات والتأكيدات من الاقطار العربية. ومن دول العالم في الشرق والغرب. وواصل سياساته الاستيطانية التي ينتهي أفقها الاستراتيجي عند تهويد فلسطين. وهو ما لم تنكره اسرائيل في محاولة انتزاع اعتراف الفلسطينيين بعبرية الدولة. والمقصود- بالطبع- مساحة فلسطين التي لم تعد المدن والقري العربية تشكل سوي 18% من مجموعها. والنسبة معرضة للاختزال بعد بناء المستوطنة الجديدة التي أثار إعلان إنشائها رفضاً عالمياً لافتاً.
عدا غزة التي لا يضمها حلم اسرائيل الكبري. فإن الضفة الغربية كلها في زعم الاسرائيليين - أرض اسرائيلية وعليهم استعادتها. بسياسة القضم التي تلجأ إلي كل الوسائل- بصرف النظر عن بشاعتها- حتي تحقق هدفها النهائي. وهو عبرية أرض فلسطين ومن هنا تأتي التسمية الاسرائيلية للضفة وهي يهودا والسامرة وإذا كانت البيانات السياسية العربية التي تتناول قضية فلسطين تحرص علي تأكيد عروبة القدس وإنها هي عاصمة دولة فلسطين بعد إقرار حل الدولتين وهو ما يحرص عليه كذلك المفاوض الفلسطيني. ويلقي تأييداً من حكومات العالم. فإن سياسة القضم الاسرائيلي لم تتبدل .. قادة الكيان الصهيوني يلحون في استمرار المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي. يجدون فيها سبيلاً وحيداً لحل القضية الفلسطينية. انتهاء بدولتين إحدهما للعرب الفلسطينيين والثانية للاسرائيليين لكنهم واصلوا سياسة الاستيطان والقضم والابتلاع للقدس الشرقية. احتلوا الاحياء الاسلامية. وسبق شارون إلي السكن في بيت داخل القدس القديمة. ثم تبعه العشرات فالمئات من المستوطنين. بدلوا بأسماء الشوارع العربية أسماء عبرية وشيدوا العديد من المدارس الدينية وأحاطوا المدينة بمستوطنات تسعي لالغاء إمكانية الوجود العربي في مدينة الاقصي. ولم يسلم المسجد الاقصي نفسه من الاقتحامات المتوالية للمستوطنين في حراسة الشرطة الاسرائيلية. وقيدت حركة المصلين في الاقصي كما تحول أبناء القدس من المسلمين والمسيحيين إلي مقيمين يواجهون الابعاد في حالات كثيرة وتتعرض دورهم للاستيلاء والتقويض بحجة عدم وجود تراخيص رغم ان الفلسطيني يملك بيته. أو ورثة عن آبائه من قبل ان يبدأ الغزو الصهيوني للقدس ولفلسطين.
التحرك العربي لحل القضية الفلسطينية لدعم المواطنين العرب في فلسطين لابد ان تتبدل مساراته. وبدلاً من البيانات الرافضة للممارسات الصهيونية والمؤيدة لحق الشعب العربي الفلسطيني في أرضه فإن الصوت العربي يجب ان يعلو في المنظمات الدولية وبين الرأي العام العالمي. يشرح ويوضح ويبرر دفاع المواطن الفلسطيني عن أرضه وشرفه وكرامته.
وكما أري فإن هذا التحرك مسئولية أولي لقاطني البيت الجميل علي ضفة النيل. والمسمي جامعة الدول العربية.