بهجت الوكيل
التكافل الاجتماعي بصلة الأرحام
مازالت معاناة المواطنين تتفاقم وكأن الحكومة تعمل في واد والشعب في واد آخر "وكأنك يا أبو زيد ما غزيت" حيث خرج الملايين في ثورتي يناير ويونيه من أجل العيش والحرية والعدالة الاجتماعية ولكن ظلت حياة المواطنين بدون جديد لا يحركها ساكن. ومن هنا لم تجد العائلات علي مستوي الجمهورية التي أرادت أن تحقق مباديء الثورتين بيدها لا بيد الحكومة فبدأوا في إنشاء اتحادات للعائلات المختلفة مستغلين مواقع التواصل الاجتماعي لتحقيق التكافل الاجتماعي بين أسرهم وأنشأوا صفحات عديدة لتبادل الآراء بين بعضهم البعض وحل مشاكل أبناء عائلاتهم واقامة مشروعات تدر دخلاً وتوفر الموارد اللازمة لمساعدة الفقراء والمحتاجين منهم هذا بخلاف توفير فرص عمل لأبنائهم للقضاء علي البطالة فيما بينهم ولم يجدوا لتحقيق ذلك سوي بصلة الأرحام التي تُعد أحد أسباب زيادة الرزق والبركة في العمر. فالمسلم حين يصل رحمه فإنه يجد آثار ذلك في حياته وتجارته وماله. حيث يبارك الله تعالي له في رزقه ويخلفه خيراً بما فعله من العمل الصالح حين يخصص جزءاً من وقته وماله من أجل أن يتفقد أهله ورحمه فكان "العوض من جنس العمل" فكلما بذل العبد الوقت والمال في سبيل إرضاء الله تعالي وصلة أرحامه فإن الله تعالي يعوضه مقابل ذلك مثل ما عمل وبذل وزيادة. كما ان صلة الأرحام هي سبب لدخول الجنة فقد جاء رجل إلي النبي عليه الصلاة والسلام يسأله عن عمل يقوم به يدخل بسببه الجنة فذكر النبي الكريم له عدة أعمال ومن بينها صلة الأرحام. كما ان قطع الأرحام يكون سبباً في سخط الله تعالي من عبده ويكون سبباً من أسباب دخول النار والعياذ بالله ففي الحديث: "لا يدخل الجنة قاطع رحم" الذي يعجل الله تعالي عقابه في الدنيا بالإضافة إلي ما يدخر له من العذاب يوم القيامة حيث يقول الحديث الشريف: "ما من ذنب أجدر أن يعجل الله تعالي لصاحبه العقوبة مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم".
وما شاهدته من المحبة والود والتكافل بين أبناء عائلتي في اجتماع اتحاد عائلات الوكيل علي مستوي الجمهورية الجمعة الماضية عبر التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي حيث حجب المرض عني رؤية أهلي وأقاربي خلال المؤتمر الذي عقد بقرية شبرا باص بالمنوفية ولكن وسائل التكنولوجيا الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي جعلتني أعيش بينهم وما أجمله الاحساس بالأمان الاجتماعي وسط أسر متحابة متكافلة يرحم بعضها بعضاً. كما تتجلي فيها جميع المعاني السامية التي تحقق للفرد الأمن النفسي والاجتماعي.
ومن هنا لا أجد وقتاً أشد من هذا حتي يعيد المجتمع المصري هذه القيمة وتنميتها مرة أخري في حياتنا لكي نتخلص من الجرائم والاعتداءات التي تحدث علي حقوق الغير ونعود إلي العدل والخير والود بين جميع أبناء المجتمع.