الجمهورية
الشيخ سعد الفقى
سيدي يارسول الله
اليك أكتب وأعلم ان رسالتي حتما ستصل إليك ربما أعجز عن البوح بكل الآلام التي تعتريني والآمال التي صبوا اليها ليس لي مطالب شخصية ولا فردية ولكن فقط اردت ان أحدثك عن أمة المليار او يزيد. سيدي يا رسول الله اعلم انك تركتنا علي المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك ورسمت لنا طريق الاستقامة والريادة والصدارة. سيدي يا رسول الله انا الان اسمعك وانت تقول حدثني عن الأحوال وماذا عن أمتي التي هي خير أمة أخرجت للناس. انها يا سيدي تعيش الآلام تلو الآلام فقد تكالبت علينا الأمم وأصبحنا في ذيل القافلة الإنسانية زمان كان الأعداء يعدون العدة لحربنا أما اليوم فنحن وبايدينا نقتل بعضنا بعضا القاتل يقتل باسم الإسلام وكذا المقتول. وتحقق فينا قولك يوشك أن تتداعي عليكم الأمم كما تتداعي الأكلة الي قصعتها ليس من قلة ولكننا أصبحنا غثاء كغثاء السيل نزع الله المهابة من قلوبنا وأصبحنا ألعوبة في أيدي الأعداء أصابنا الاختلاف والجدال الرويبضة وقد حذرت هم من يتكلمون.
خوارج العصر الذين قتلوا عمر وعثمان وعليا نراهم الآن بلحومهم وشخوصهم يقتلون وهم صائمون ويشردون وهم يتقربون الي الله الذي هو براء مما يفعلون اسمعك سيدي يا رسول الله تقول زدني وأقول لك سيدي أموالنا هناك في بنوك الأعداء أو بلاد الفرنجة ولا فرق وبها ومنها تعد الخطط والمؤامرات للقضاء علي ما تبقي فينا. هدموا البلاد والعباد سيدي يا رسول الله هل تريد المزيد وفينا من ينطق باسم الأعداء ومن هو مخلص في حربه ربما أكثر منهم وقد تتساءل كيف ذلك أنهم يا سيدي من يروجون لمشاريع الاستكانة والخضوع والرجوع الي الخلف انهم لم يتوقفوا عن ذلك بل تمادوا في عينهم بالطعن في سنتك والتقليل من قدرها. سيدي يا رسول الله اعلم ان حديثي إلبك مؤل إلا انها الحقيقة التي لا تقبل التأويل. أما عن أواصر الحب التي تركتها عندما كان الواحد من أصحابك يأكل التمرة فيستشعر الاخر مذاقها في فمه فلم تعد موجودة إذ أن البغضاء والشحناء والحقد أصبحت عناوين للحالة التي نعيشها .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف