الجمهورية
عادل الحريرى
أرجوكم.. راقبوا الأسعار.. وحاسبوا التجار
** في الوقت الذي تؤكد فيه الحكومة الموقرة أنه لا مساس بمحدودي الدخل في إطار خطتها للإصلاح الاقتصادي وأنها تبذل جهوداً لتوفير السلع الأساسية بأسعار مخفضة إلا أن الشارع المصري يشهد حالة من الاستياء الشديد في ظل الارتفاعات المتواصلة لأسعار الخضراوات والسلع والمنتجات دون توقف وبالتالي فإن المواطن لا يشعر بأي شيء سوي لهيب الأسعار الذي اكتوي بنارها لا سيما بعد رفع الدعم جزئياً عن الطاقة والكهرباء وحتي مياه الشرب أيضاً.. كل هذا والمرتب ثابت.
كل بيت يشكو من الغلاء الفاحش الذي طال الجميع الغني والفقير.. متوسط الدخل ومحدود الدخل.. كل عائل لأسرة يحسب ويجمع ويضرب ويطرح.. ينقص ويزيد ألف مرة ومرة قبل شراء أي شيء.. ومع تضاؤل الدخل أمام الارتفاع العشوائي للأسعار يقف المواطن حائراً ماذا يفعل؟! شراء الخضار أولاً أم سداد فاتورة الكهرباء؟ دفع فاتورة الغاز أم سداد إيجار الشقة؟ دفع أقساط المدارس أم سداد الدروس الخصوصة؟! دفع أقساط الأجهزة الكهربائية أم الاستدانة لتجهيز البنت وسترها؟ وبعد كل هذا العذاب اليومي.. الويل كل الويل لو احتاج أي فرد من أفراد الأسرة أن يذهب لطبيب أو يشتري دواء. ماذا يفعل؟!.
وحينما تغيب المراقبة علي الأسواق لضبط انفلات الأسعار ومحاسبة التجار الجشعين أصحاب الضمائر الخربة يصبح الفساد هو الآفة التي تؤدي إلي إضعاف الأمة وانهيار القيم وسيادة الفوضي في المجتمع.
لقد تعبنا ومللنا ونحن نطالب ونناشد المسئولين في الدولة بأداء دورهم في رقابة الأسواق والنظر في أسعار المنتجات وعمل تسعيرة جبرية تفرض علي الجميع بعد انتشار ظاهرة فوضي ارتفاع الأسعار ب "المزاج" دون وازع من دين أو رقيب أو ضمير.
لقد أثَّر هذا الارتفاع الجنوني للأسعار علي العلاقة الأسرية فتباعدت مواعيد اللقاء في المناسبات الأسرية من العزومات وغيرها من صلة الرحم والمودة بسبب غول الغلاء الذي أهدر صلة الرحم التي أمرنا الله بها.
** وإذا تحدثنا عن الدواء من ناحية أخري فأنت تتحدث عن مأساة حقيقية وقد أصبح الدواء والطب تجارة علي حساب المرضي والمحتاجين.. وأتعجب كيف تتاجر شركات الأدوية بأوجاع الناس؟ وغاب النظام كعادته في السيطرة علي سوق الدواء أيضاً.. وللأسف لم ينظر المسئول بعين الرعاية والرحمة إلي أحوال المرضي وكبار السن وضآلة الدخل المالي الذي يعيشون منه بالكاد بعد أن وصلت أسعار الأدوية إلي أضعاف ما كانت عليها.
أفيقوا قبل فوات الأوان يرحمكم الله في الدنيا والآخرة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف