** بالفعل نحن بحاجة لأن تتبني مؤسساتنا العلمية والتعليمية التوسع في انشاء الاكاديميات التي تستوعب الأطفال اليتامي وأطفال الشوارع والذين يمثلون قنبلة موقوتة قد تنفجر في اي وقت بوجه المجتمع اذا لم يتم رعايتهم واستيعابهم في بيئات تعليمية متخصصة ومتميزة تدفعهم لنسيان حالات الحرمان من الاباء والتي يعانون منها وتؤهلهم لتنمية ابداعاتهم الفكرية والفنية والارتقاء بأذواقهم..
** وليس من المتصور او المقبول ان نحصر كافة اهتماماتنا لرعاية الطفل اليتيم في 24 ساعة فقط أو أقل من ذلك بتخصيص الاحتفال بهم في كل جمعة من بداية أول شهر ابريل.. وربما في احتفالنا هذا نترك بنفوسهم اثراً نفسياً صعباً لأننا نذكرهم باختفاء آبائهم عنهم.. وافتقدت الاجهزة المسئولة عنهم متابعتهم مما دفع نحو مليوني طفل للخروج الي الشارع لبيع المناديل ومسح السيارات والانضمام الي المصانع والورش!!
** والمسألة تحتاج لتضافر كافة جهود المؤسسات التعليمية والتربوية والنفسية والاجتماعية والدينية والإعلامية لتصويب الأوضاع في رعاية هؤلاء الأطفال علي مدار كافة أيام السنة خاصة وان احصائيات منظمة اليونيسيف العالمية تشير الي ان لدينا 150 مليون طفل مشرد حول العالم من بينهم مليونا طفل مصري.. وان الأطفال اليتامي يمثلون ما بين 2.5% الي 3% من عدد سكاننا!!
** ربما يتهمنا البعض بارتكابنا جريمة بهذا الشكل اذا ما سمحنا لهؤلاء الأطفال بالانضمام لسوق العمل في سن مبكر بما يسهم في انهيار طفولتهم منذ نعومة اظافرهم مقابل حصولهم علي مبالغ زهيدة ليستبدلون بها أجمل سنوات عمرهم!!
** ولا تقف الجرائم التي يتم ارتكابها في حق طفولة ابنائنا عند هذا الحد.. بل تمتد الي حالات التحرش والاغتصاب حيث تشير تقديرات وأخر احصائيات المجلس القومي للأ مومة والطفولة الي رصد ألف حالة اغتصاب تم تسجيلها منذ نحو أكثر من عامين مقابل 3 آلاف حالة تحرش لا يتم تسجيلها سنويا.
** بالتأكيد كل هذه الجرائم التي يتم ارتكابها في حق الطفولة البريئة واقتصار الاهتمام بالأطفال اليتامي علي يوم يتيم فقط نحتفل خلاله "بالشو الإعلامي" معهم داخل مختلف الاندية والجمعيات الخيرية متناسين ضياع حقوقهم في رعايتهم باقي ايام السنة بسبب الاهمال او بفعل المشاكل والأزمات التي نمر بها من فترة لأخري.. يستدعينا لدعم اكاديمية البحث العلمي في جهدها القادم وسعيها لتمويل وانشاء أول اكاديمية لطفل اليوم بهدف التركيز علي تنمية قدراتهم الابداعية واكتشاف مواهبهم في المجالات المختلفة وتوظيفها في اعمال فنية واجتماعية لتهذيب وجدانهم والارتقاء بأذواقهم وبالتالي لابد ان تتكاتف معها جامعاتنا لانشاء اكاديمية متخصصة بهذا الشكل بداخلها وبحيث يتم تأسيسها علي اسس علمية سليمة بما يضمن فشل مفعول القنابل الموقوتة لأطفال الشوارع!!