الجمهورية
مصطفى البلك
"أطمنكم علي مصر".. والجزيرة.. وإشاعة عن وزير..!
في لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي بالجالية المصرية في الولايات المتحدة الأمريكية فإنه توجه إليهم بالقول "أحب أطمنكم علي مصر".
ومضي الرئيس يقول "كثير من الكلام الذي يقال عنها غير حقيقي".
والرئيس بذلك كان مدركاً أن الجاليات المصرية في الخارج تعيش حالة من القلق علي الوطن الأم نتيجة للكثير من التقارير الإعلامية المغلوطة التي تتناول الأوضاع في مصر وتقوم بتلوين الأحداث والتعليق عليها بطريقة مغايرة للواقع.
وفي الحقيقة فإن ما تسمعه هذه الجاليات عن مصر لا يأتي من أعدائها فقط بقدر ما يصدر عن أبنائها في الداخل من خلال الفضائيات المصرية التي تخصصت في تشريح المجتمع وكشف سلبياته ونشر وتضخيم عوراته.
فنحن الذين أدمنا حديث العجز وجلد الذات والتقليل من قيمة ومكانة أنفسنا. ونحن الذين صدرنا وبعثنا الإيحاء بأننا علي وشك الانهيار الاقتصادي وأننا سنواجه الفوضي العارمة وثورة الجياع.
ونحن لا نتحدث في المقابل عن مصر الجديدة التي تزيل غبار الماضي لتحقق تطلعات المستقبل. ولا نشارك في الترويج لمصر الاستثمارات. بلد الفرص المفتوحة. ومصر بلد السياحة والسحر والتاريخ.. ولا نتحدث عن قمم مصر الطبية والعلمية التي يمكن أن تكون عنصراً جاذباً للسياحة الطبية والثقافية في بلادنا.. ونحن لا نجيد توظيف ترسانة مصر من رموز وعلماء ومشاهير في أكبر حملة تستهدف تعريف العالم بأن مصر تنطلق وأن مصر سوف تعبر وأن القادم أفضل.
والرئيس سارع لطمأنة المصريين في الخارج.. وبقي أن يكون هناك مع الرئيس من يؤدي مهمة الإعلام في الخارج وتوضيح الحقائق ونشر رسالة الثقة والكبرياء والعظمة من أرض مصر.
***
والحديث عن الزيارة التي يقوم بها الرئيس حالياً لواشنطن يطول ويتشعب لطبيعة الزيارة وأبعادها ونتائجها.. ولكن قناة "الجزيرة" القطرية وعلي طريقتها في تزوير الحقائق ونشر الشائعات والتقليل من الانجازات تتحدث عن مظاهرات منددة بزيارة الرئيس السيسي إلي واشنطن.
وسارعت إلي البحث عن فيديو "الجزيرة" لكي أشاهد هذه المظاهرات وطبيعتها فلم أجد أكثر من عشرة أشخاص وقد وقفوا يتسكعون وقد حمل بعضهم لافتات ورقية فوق صدره أو علي ظهره وكانوا في هيئتهم أشبه بالمتسولين منهم بالمتظاهرين.. وهذه كانت المظاهرات المنددة بالزيارة وهذا هو حجمها وقيمتها..!
***
ونعود إلي الداخل.. إلي ما نفعله بأنفسنا من إشاعات وتشهير وتدمير لبعضنا البعض.
والإشاعات وصلت إلي المواقع الإلكترونية التي نشر بعضها أخباراً عن استقالة الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني بعد 45 يوماً من حلف اليمين.
ووزارة التربية والتعليم سارعت إلي نفي الخبر مؤكدة أن الوزير في مكتبه يمارس عمله.
ولكن الجديد هو أن الوزارة قررت اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه المواقع الإلكترونية التي نشرت الخبر الكاذب.
وبيان الوزارة يقول ذلك.. ولكن المؤكد أنها لن تفعل ولن تتخذ أي إجراء فيه هدر للوقت والطاقة.. فالمحاكم مليئة بعشرات ومئات الدعاوي من هذا النوع.. ومع طول أجل الإجراءات وتعقدها.. ودفاع من هنا وهناك.. وحجج وآلاعيب ومراوغات تنتهي معظم القضايا ولا تسفر عن شيء.. واستمرار الوزير في أداء عمله هو الرد المناسب.. ونجاحه في تحقيق انجازات جديدة هو التعويض الذي سيحصل عليه لأن الذين انتقدوه سيكونون أول من سيصفق له.. فالنجاح يجبر الجميع علي احترام صاحبه. وإن كنت حتي هذه اللحظة مازلت أشعر بالأسف علي وزير التربية والتعليم السابق صاحب الشخصية القوية والذي ظلمه الإعلام وأطاحوا به.
***
ونستمر مع واقعنا وشركة عقارية في معرض العقارات القائم حالياً أعلنت عن فتح باب الحجز في مشروعها السكني الجديد بمدينة نصر وبسعر 20 ألف جنيه للمتر في الأماكن المميزة.. ومساحة الشقق المعلن عنها يتراوح ما بين 250 إلي 300 متر مربع.
وهذا السعر يعني أن قيمة الشقة التي يبلغ مساحتها 300 متر سيصل إلي ستة ملايين جنيه فقط لاغير..!
وهذه الأسعار تعني بوضوح أن المليون قد راحت عليه وأنه في طريقه إلي أن يتحول إلي مجرد رقم ولكنه لا يحقق ثراءا ولا يشتري شقة.. والمضحك المبكي المثير الغامض هو أن هذه الشقق تباع علي الفور وأن الإقبال عليها يتزايد.. وإحنا بلد العجائب كلها.
***
ولابد من وقفة ودراسة وانتفاضة مجتمعية قوية تجاه هذه الحوادث الغريبة الصادمة لمجتمعنا والتي تمثل شذوذاً في الفكر والسلوك وانعكاساً رهيباً لتأثير المخدرات والجهل.
فنحن لا نصدق أن هناك من يغتصب طفلة عمرها عامان أو أن هناك من اجتمعوا علي اختطاف طفلة أخري عمرها أربعة أعوام وأنقذها الأهالي بمعجزة أو أن هناك تحرشاً جماعياً بأي شكل من الأشكال في مدن المحافظات التقليدية كما حدث في الزقازيق.
نريد أن نتعرف علي ما يحدث في المجتمع من متغيرات مخيفة وأن يكون هناك عقوبات رادعة سريعة لوقف هذا التدهور الأخلاقي. ونريد أن يعود الأمن والاطمئنان إلي شوارعنا بعيداً عن شائعات ووقائع الاختطاف المتزايدة والمقلقة.. نريد بياناً واضحاً شاملاً من الداخلية حول كل هذه الجرائم وما يدور بشأنها من تحقيقات.. وما صدر فيها من عقوبات.. فالناس تريد أن تطمئن وتبحث عن الحقيقة ولا شيء آخر.
***
وأخيراً.. هم يضحك.. وهم يبكي.. والشيخ إسلام عامر نقيب المأذونين يقول إن هناك سيدة طلبت الطلاق لأن زوجها لم يقل لها "تصبحي علي خير"..!! ونقول إيه لسه فيه ستات بتحلم.. وبتشوف أفلام..!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف