التحرير
مصطفى محمود
النصيحة الأخيرة لمرتضى منصور
«لن ترى الزمالك مرة أخرى، الزمالك اللي صنع اسمك وأنا جايبك مجهول كومبارس يا مؤمن.. كسبت الزمالك يا مؤمن واستريحت، بس هتفضل كومبارس».. كان هذا أول تعليق من رئيس الزمالك عقب مباراة فريقه أمام سموحة، ولا أعلم أين العقلاء داخل القلعة البيضاء أو المحيطون برئيس النادي مما يفعله؟! ألا يوجد رجل رشيد في النادي يقول له توقف؟ ويوضح له أن ما يفعله يؤثر بالسلب على اسم نادي الزمالك العظيم أحد أكبر وأعرق أندية الشرق الأوسط. ماذا يريد رئيس الزمالك من الفرق التي تواجه فريقه؟! كل مرة يطل علينا في البرامج يحدثنا عن القيم والمبادئ والشرف والأمانة، لكن تصريحاته عقب أي سقوط لفريقه تحمل معاني أخرى!! فقد سبق أن هاجم طارق يحيى المدير الفني لفريق طلائع الجيش بعد أن فاز في إحدى مواجهاته مع الزمالك الموسم الماضي، شأنه شأن أحمد حسام ميدو المدير الفني لوادي دجلة، الذي نال نصيبه من تجاوزات وتهديدات رئيس الزمالك عقب تعادل وادي دجلة والزمالك، وكذلك إسلام جمال لاعب الفريق الحالي تم الهجوم عليه وأقسم رئيس الزمالك أن اللاعب لن يدخل الزمالك مرة أخرى، بعد هدفه في مرمى فريقه في أثناء فترة إعارته للإسماعيلي، حتى إيهاب جلال المدير الفني لفريق مصر للمقاصة لم يسلم من لسان رئيس الزمالك بعد فوز الفريق الفيومي بالمباراة.. كل من يجتهد ويعمل بإخلاص أمام الزمالك يكون مصيره الإهانة من رئيسه. هل رئيس الزمالك يريد أن تتهاون الفرق أمام فريقه حتى يفوز؟! والله لو مشكلة الزمالك أن الأندية المنافسة "تفوت له المباريات، خلاص يا جماعة فوتوا له وريحونا".. قل لي متى ستتوقف عن إثارة الضجيج والفوضى التي لا يدفع ثمنها سوى الزمالك وجماهيره؟! ومتى ستنتبه إلى عيوبك ومشكلاتك التي كانت سببًا في تدهور نتائج الزمالك في كل الألعاب الجماعية هذا الموسم؟! لقد تذكرت قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه "رحم الله امرؤًا أهدى إليَّ عيوبي". وأعتقد أن رئيس الزمالك بحاجة إلى أن يعمل بهذا القول ويبحث عن صديق يهدي له عيوبه وينصحه، وقبل ذلك عليه أن يكون مستعدًّا لتقبل هذا الأمر، بل لا بد أن يبادر هو بالسؤال عن عيوبه ويعالجها. السيد رئيس نادي الزمالك.. أنا لست صديقك ولا يوجد بيننا أية علاقة، لكن سأعمل بتلك المقولة وسأواجهك بعيوبك وأوضح لك أنك شريك في أزمة الزمالك الحالية، لعل تلك الكلمات تصل إليك.. وأحصل على ثواب النصيحة، وأتمنى أن يتسع صدرك لها، وتُنقذ ما يمكن إنقاذه في هذا النادي العريق: - أولاً: أنت تتدخل في كل كبيرة وصغيرة في الفريق وسنسلم بأنك لا تتدخل في التشكيل.. لكنك تضع أي مدرب يقود الزمالك تحت ضغط نفسي وعصبي غير طبيعي، لأنه يعلم أن في حالة التعرض لأي كبوة سيكون مصيره الإهانة عبر الفضائيات، كما حدث مع كل من تولى تدريب الزمالك خلال آخر 3 مواسم. - ثانيًا: تساهلك مع اللاعبين، لأن أي لاعب يخطئ بات مطمئنًّا أنه لن يتعرض للعقاب، والسبب في ذلك هو تراجعك الدائم عن أي عقوبة، فقد تظهر أمام الشاشات وتعلن أنك ستعاقب هذا وذاك، وفي اليوم التالي نراك تتراجع عنها لأسباب واهية، وهو ما دفع الكثير من اللاعبين لتكرار نفس الأخطاء والتجاوزات بعد أن علموا أن عقوباتك باتت للاستهلاك الإعلامي فقط.
وكذلك ثناؤك الدائم على اللاعبين وأنهم أفضل اللاعبين في مصر وتحميل المدربين فقط مسؤولية أي سقوط جعل الكثير منهم يعتقد أنه أكبر من النقد، بل وأكبر من النادي نفسه، ويتعاملون مع الكرة بمنتهى التعالي والغرور، وتلك الصفات هي بداية النهاية لأي لاعب كرة، وللأسف الزمالك هو الذي يدفع الثمن، لأن هؤلاء اللاعبين يحصلون على مستحقاتهم كاملة، سواء فاز الزمالك أو خسر. عدم قضائك على مراكز القوى بالفريق وجميعهم معروفون بالاسم، واسأل مدير الكرة السابق فهو يعلم تمامًا من يقود المؤامرات ومن يستغل صفحات الفيسبوك للهجوم على زملائه في حملات مدفوعة الأجر، وهو ما أدى في النهاية إلى ظهور الفريق بهذا الشكل المزري، وأعاد إلى الأذهان زمالك ما بعد 2005 الذي كان مطمعًا لكل فرق الدوري. - ثالثًا: يجب أن تعلم أن ظهورك الدائم في الفضائيات يقلل من هيبة رئيس نادي الزمالك أحد أكبر أندية إفريقيا والقطب الثاني للكرة المصرية، وكلما كثر كلامك في الفضائيات وقعت في الخطأ وازدادت أزماتك ومشكلاتك، وكل ذلك بالطبع تكون له نتائج سلبية على نادي الزمالك. يا أستاذ مرتضى حاول أن تخوض تجربة الصمت بعض الوقت، وابتعد عن الإعلام واعمل بنصيحة عمرو بن العاص حين قال: «الكلام كالدواء إن أقللت منه نفع، وإن أكثرت منه قتل». وكما قال علي بن أبي طالب «بكثرة الصمت تكون الهيبة».. اترك المدير الفني الجديد يعمل في هدوء دون ضجيج وسترى النتائج بنفسك.. وجاحد من ينكر ما قدمته مع مجلسك للنادي على المستوى الاجتماعي منذ فوزكم بالانتخابات، وكذلك ما قدمتموه على المستوى الرياضي وحصد ألقاب كانت غائبة عن الزمالك منذ سنوات، لكن كل هذا قد يضيع إذا لم تراجع نفسك وتعترف بأخطائك السابقة. حاول أن تتقبل الرأي الآخر، لأنك لست معصومًا من الخطأ. أخيرًا لن أجد أفضل من مقولة الكاتب الروسي العظيم فيودور دوستويفسكي لأختم بها كلامي: "إذا أردت أن تُحترم، فاحترم نفسك أولاً، هذا هو الشيء الأساسي.. إنك لا تستطيع أن تحمل الناس على احترامك إلا إذا احترمت نفسك".

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف