جريدة روزاليوسف
هناء فتحى
زوجة السفير عداها العيب!
كان المفروض أن تصبح حكاية زوجة سفير التشيك لدى سويسرا حكاية مثيرة منتشرة تتداولها الصحف وتتبناها النساء المهتمات بقضايا المرأة، بل وتجعل منها أمثولة تحكى عن رؤية مزيفة لبعض بلاد أوروبا، فلا هى بلاد تحترم المرأة ولا تمارس الديمقراطية كما تدعى، حكاية زوجة سفير التشيك التى تسببت فى طرد زوجها من سفارة بلاده وقطع عيشه من سويسرا، حكاية يا دوب لها يومين تلاتة، لكنها تستحق أن تروى بأكثر من طريقة ولأكثر من سبب: أولاً، لأنها حدثت عقب حكاية زوجة سفير اليونان لدى البرازيل والتى شاركت فى قتل زوجها مع عشيقها، الحكاية التى أخذت حظاً أوفر من الشهرة والنميمة فى الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعى، لأنها جريمة حب، الثالوث الأقدم فى التاريخ: الزوج والزوجة والعشيق، فلربما يوما ما تصبح حكايا زوجات سفراء بلاد أوروبا لدى بلاد أوروبا الأخرى، ظاهرة؟ يمكن. ثانياً: الحكاية ببساطة كما روتها بعض صحف أوروبا علىٰ استحياء كخبر عادى: إن زوجة السفير كتبت عدة تغريدات - باعتبارها فاضية ومش لاقية شغل - تنتقد فيها ساسة بلدها وتنتقد أيضاً الدبلوماسيين زملاء زوجها التشيكى الذين يعملون معه فى سفارة التشيك بسويسرا، وبالمرة طالت تغريداتها الناقدة بعض الصحفيين، فما كان من وزير خارجية التشيك إلا أن يصدر فرمانا سريعاً بإنهاء عمل السيد «كارل بوروفكو» وامهاله شهراً علشان يلم عزاله وهدومه ومراته «ولختنشتاين»- اسمها كده- ويرجع بلده التى هى فى الأساس بلد لا يحترم آدمية النساء ولا يمنح الغرباء ترحابا أو رحمة. ثالثاً: لن ننسى التصريح المخجل وغير المسئول لرئيس التشيك «ملوش زيمان» حين قال عن السوريات اللاجئات لبلاده منتصف العام الماضى: «سنحرم من جمال النساء السوريات المحجبات من الرأس إلى القدم». رابعاً: هل تعلم أن إمرأة من كل 10 نساء تشيكيات قد تعرضت للاغتصاب؟ هل تعلم أن 39% من نساء التشيك يتعرضن للعنف الجسدى فى المنزل من قبل الزوج، هل تعلم أن التشيك تشتهر بالتحرش الجنسى غير المسبوق؟ هل تعلم أن ضرب النساء بالعصى على مؤخراتهن تقليد متبع عادى كده يعنى؟ بل ويتم بشكل احتفالى فى الشوارع فى عيد الفصح؟ هل تعلم أن التشيك دولةً أوروبية ديمقراطية برلمانية الحكم تقع وسط أوروبا؟ رابعاً: كان رئيس منظمة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة «رعد الحسين» قد صرح نهاية العام الماضى بأن براغ عاصمة التشيك تقوم بتنفيذ عمليات اعتقال ممنهجة ضدّ المهاجرين واللاجئين ووضعهم فى أماكن اعتقال سيئة، واتهم الرئيس التشيكى بأنه يمثل الإسلاموفوبيا. خامساً: لكل ما سبق تخيلت أن تأخذ حكاية تغريدات زوجة الرئيس التشيكى حيزاً أكبر فى الصحافة وباقى وسائل الميديا، لأنها لو لم تكن قد فتحت فمها وانتقدت زملاء زوجها فى العمل لما اضطرت إلى العودة لبلادها العنصرية الديكتاتورية، بل وما اضطرت أن تأخذ بالعصا على مؤخرتها فى الشارع فى عيد الفصح القادم، وكل سنة وهى والسفير بألف خير.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف