المصريون
د . محمد مورو
اعتراف الإخوان بإسرائيل..سقوط ورقة التوت الأخيرة
جاء البيان الذى أرسله الإخوان المسلمون «مجموعة محمود عزت»، والذى نشر على نطاق واسع فى كل مواقع الإخوان الرسمية، إلى مؤتمر القمة العربية الأخير الذى انعقد بالأردن- جاء هذا البيان ليعترف صراحة بدولة إسرائيل، فأدبيات الإخوان لم تعرف بعد كلمة دولة إسرائيل بل الكيان الصهيونى أو العصابات الصهيونية.. إلخ.
جاء هذا البيان الذى وصفه إخوان مسلمون آخرون، جبهة محمد كمال، بأنه اعتراف صريح بإسرائيل ونوع من العار التاريخى ليسقط ورقة التوت الأخيرة عن عورة الإخوان. وصحيح أن كثيرا من أوراق التوت سقطت من قبل، لكن الأمر هنا وصل إلى حد الجنون والعته، وبديهى أن أى حركة سياسية خاصة إذا لم تكن فى السلطة تحكم على نفسها بالإعدام التاريخى لو اعترفت علنا بإسرائيل، فما بالك أن هذه الحركة إسلاميةــ أو هكذا تزعم ــ وعالمية وبنت معظم مبرر وجودها على أنها مناهضة لإسرائيل. أوراق التوت سقطت من قبل، فأصبح علما على الإخوان أنهم أيدوا الملك ثم عبدالناصر فى البداية ثم السادات ثم مبارك ثم جمال مبارك ثم المجلس العسكرى، بل وصل الأمر إلى حد أن رئيس برلمان الإخوان دافع عن وزارة الداخلية، وقال إنها لم تستخدم الخرطوش فى مواجهة ثوار محمد محمود إبان رئاسة الدكتور سعد الكتاتنى لمجلس النواب فى مواجهة نواب آخرين قالوا إن الشرطة ضربت الثوار بالخرطوش.


بل ربما نقول إن كل الأخطاء الكبرى السياسية والاجتماعية قد ارتكبتها جماعة الإخوان بدءا من قتل القاضى الخازندار وحتى اليوم.


ولكن الأمر لم يصل أبدا إلى الاعتراف بإسرائيل، وفى هذا الصدد فإن الإخوان كانوا قد اتصلوا بالإنجليز إبان الجلاء عن مصر وتم تصويرهم فى هذه الواقعة، وكذلك اتصلوا بالأمريكان مرارا وتكرارا وزاروهم فى الكونجرس والخارجية علنا وببجاحة رغم أن الأمريكان قتلوا مليونا فى العراق ومثلهم فى أفغانستان ودعموا دولة إسرائيل، أى أنهم قتلونا فى الدين وأخرجونا من ديارنا، وبالتالى فإن موالاة الإخوان لهم نوع من الخيانة بل الكفر الواضح.


وفى هذا الصدد، فإن الإخوان يكذبون كما يتنفسون، ومن ثم يمكن أن تتوقع أن يقول البعض إن جبهة محمود عزت لم تكن تمثل الإخوان مثلًا، وإن الممثل الحقيقى للإخوان هم جبهة محمد كمال، أو ينكروا أصلا صدور هذا البيان، أو يحاولوا تفسيره تفسيرا مراوغا وهم أساتذة فى فن المراوغة والكذب والنفاق، ويصل الأمر بهم أحيانا إلى إنكار شمس النهار، لا يعنيننا هذا طبعا، فأبناء الحركة الإسلامية التى أساء لها الإخوان لهم عقول وضمائر، ومن يؤيد منهم الإخوان بعد اليوم فهو فاقد العقل والضمير معا.


بقى أن نقول إن بعض علماء الإسلام قالوا إن الإخوان خوارج، والحقيقة أن الخوارج رغم كل عيوبهم وخطاياهم أشرف ألف مرة من الإخوان، لأن الخوارج لم يتصلوا فى زمانهم وكل أزمانهم لا بالفرس ولا بالروم ولم يستعينوا بهم على أعدائهم رغم أنهم كانوا يكفرون سيدنا عليًا ومعاوية معًا.


نحن نعرف بالطبع أن الإخوان اعترفوا بإسرائيل لإرضاء قوى فى الغرب وأمريكا حتى لا يتم وضعهم على لائحة المنظمات الإرهابية، وهذا عذر أقبح من ذنب.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف