مرسى عطا الله
كل يوم .. من يستحق الإعدام؟
من بين أخبث ما جرى الترويج له فى إطار الحملة الفاشلة للتشويش على زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى واشنطن هو محاولة تضخيم أحكام الإعدام
ضد الإرهابيين المتورطين فى جرائم قتل والزعم بأن ذلك يمثل عدوانا على حقوق الإنسان باعتبار أن ما يمارسه الإرهابيون معارضة سياسية تبيح لهم القتل وترويع الآمنين بينما ليس مهما حماية الأبرياء من هؤلاء المجرمين وردعهم بالعقوبة المناسبة.
وبصرف النظر عن أن هذه الحملة ماتت قبل أن تولد ولم تجد من يتبناها سوى بعض المنظمات والدوائر المعنية بمحاولة نشر الفوضى فى مصر فإن مبدأ الإعدام والقصاص العادل ليس بدعة مصرية وإنما هو مبدأ إنسانى قديم قدم التاريخ ذاته ولم يتم تبنيه عبثا إلا نتيجة لأسباب دفعت بالبشرية إلى الأخذ به خصوصا أن جميع الشرائع السماوية تتضمن بشكل صريح غير قابل للتأويل أو التغيير لجهة القاتل عمدا ولنا فى القرآن الكريم كآخر رسالة سماوية بعث بها الله لبنى البشر خير دليل حيث يقول جل شأنه «وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ»... وكذلك قوله تعالي: «وَلَكُمْ فِى الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ».
والمعنى واضح هو أن المبدأ الذى ارتضته البشرية منذ فجر التاريخ أن الإعدام مقابل القتل المتعمد وفلسفة ذلك أن تنفيذ حكم الإعدام يردع ظهور مجرم جديد ويحفظ الأمن للمجتمعات ويقيها خطر هذه الجريمة الشنعاء.
والخلاصة أن عقوبة الإعدام عقوبة إصلاحية أكثر من كونها عقوبة انتقامية وهى فى مفردات الثقافة الإسلامية تعد من الزواجر والموانع لأنها تهدف إلى زجر الإنسان ومنعه من ارتكاب الجريمة... والعدل والإنصاف يتطلب من الناقمين على عقوبة الإعدام أن يوجهوا نقمتهم ضد منظمات القتل والتخريب والتدمير المتعمد.
خير الكلام:
<< فليس وراءكم غير التجنى وليس أمامنا غير البناء!