الجمهورية
محمد نور الدين
من الآخر .. "مأخذ".. تحت القبة..!!
منذ قدومه من رحم "30 يونيو".. تأرجح أداء مجلس النواب بين الصعود والهبوط.. وإن كانت النتيجة النهائية حتي الآن.. لا ترقي لطموحات وتطلعات الناس.. الذين تسابقوا لاختيار عناصر تعبر عن كافة التيارات والانتماءات.. وتمثل مختلف الاجناس والأعمار.. وقد تحقق المراد بل وتجاوز المستهدف.. ونال الحصانة أناس يهوون عزف النغمة النشاز.. وثبت فيما بعد عدم استحقاقهم لهذا الشرف الرفيع!!
"حسنات المجلس".. قائمة سهل حصرها.. وتبدأ بإقراره كافة القوانين الصادرة في غيابه.. وبخاصة في إعداد اللائحة الداخلية بعد شد وجذب.. وتجاوزه لمشاكل اختيار رؤساء ووكلاء اللجان النوعية.. وموافقته علي قانوني الخدمة المدنية والقيمة المضافة.. وإصراره علي تطهير مقاعده من المتجاوزين والمتجردين من رداء الوطنية.. وإن كان هناك آخرون يستحقون نفس المصير.. أمثال نائب الفيديو الاباحي والنائب "عدو المرأة".. والنائب المتخصص في النيل من مهابة وإجلال المنصة!!
قائمة المآخذ والسلبيات.. أطول وأعم.. وفي مقدمتها التأخير الشديد في إصدار القوانين الجماهيرية.. التي تلبي طموحات الأغلبية.. فمازالت قوانين الرياضة والاستثمار وتيسير الإجراءات الجنائية أو التأمين الصحي.. حبيسة الأدراج.. ويبدو أنها ستبقي طويلاً قبل أن تري النور.. في الوقت الذي تسرع فيه المجلس وناقش قوانين أثارت لغطاً وصداماً مع أكثر من هيئة ومؤسسة!!
"الطلبات الشخصية".. بقيت "داء" مزمناً.. يعاني منه أغلب الأعضاء.. فهم أحرص علي الظفر بتوقيع الوزير لتنفيذ الخدمات الفردية.. بينما يأتي الاهتمام بالتشريع والمراقبة والقضايا العامة في مرتبة تالية.. كما أن الحوار مع المسئولين غالباً ما يخلو من الهدوء والحكمة!!
"الخلاف في الرأي".. يفسد الود والمحبة تحت القبة.. نظراً لانتهاك الأعراف. وخرق المبادئ.. وعدم الالتزام بأسس الحوار الراقي.. بالإضافة إلي الهجوم الشرس علي معظم قرارات وسياسات الحكومة لصالح تيار مغرض أو لمساندة حزب بعينه.. دون أن يتفضل النائب المعارض بتقديم البديل أو بالحد الأمثل للقضايا الجماهيرية.. و"جنيه المترو".. خير دليل علي أن هناك من النواب ما يثير البلبلة ويسعي للفرقة ويعشق الشو الإعلامي.. علي حساب الصالح العام.. ثم ما أكثر المحالين إلي هيئة المكتب ولجنة القيم خلال الفترة الماضية رغم قصرها..!!
"خلو القاعة".. صار مشهداً معتاداً.. يؤكد أن غاية الكثيرين كانت تنحصر في الفوز بالحصانة فحسب والحصول علي البدل.. أما قضايا الوطن ومصالح المواطنين.. فتلك مهام لم تعد تشغل بعض الجالسين تحت القبة..!!
ما أكثر "الوفود" التي تشكلت للزيارات الخارجية.. وحضور الدورة الأوليمبية.. ولتشجيع الفرق الرياضية.. أمام زيارة الأبطال المصابين في معركة حماية الأرض والعرض.. فلم تطرأ بعد علي ذهن أغلب البرلمانيين!!
علي الرغم من كل هذه "المآخذ".. إلا أن الأمل مازال معقوداً علي البرلمان.. ولابد للتجربة الديمقراطية أن تكتمل مهما بلغت المعوقات والأخطاء.. ويتبقي أن يراجع معظم النواب أداءهم تحت القبة.. ليصمم كل منهم ويعدل ويصوب المسار.. ويدرك أنه جاء ممثلاً للشعب. كي يقر قوانين. ويراقب أداء. وينصف مظلوماً. ويكافئ متميزاً.. ويلبي طموح مواطن.. ويرقي بخدمات بسطاء.. ويساهم بمنتهي الإخلاص وبكامل العطاء.. في دفع مسيرة بقاء وبناء وطن "كل المصريين"!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف