احمد الشامى
أقول لكم .. عندما يتحدث الكبار.. لابد أن يصمت"تميم"
يعتقد تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر ان دماء المصريين الذين يستشهدون دفاعاً عن أرض مصر يمكن أن تباع أو تشتري ولذا يسعي إلي دعم تنظيم الإخوان حتي اّخر ريال في جيبه. وهو الذي تحدث في "قمة عمان 2017". داعماً الإرهاب وزاعماً أنهبسببالمصالح السياسية والشد والجذب بين الأنظمة. وهذا الكلام وإن دل علي أنه صدر عن شخص يفتقر للخبرة والحنكة السياسية إلا أنه يجب أن لا يمر مرور الكرام لأن قائله لا يكف عن دعم التنظيمات المأجورة مثل فتح الشام والقاعدة وداعش والإخوان بالمال والسلاح.متصوراً أن مصر يمكن أن تسقط ويحكمها المأجورون لكن علي تميم أن يعلم أن هذا الزمن ذهب إلي غير رجعه وأنه وكل التنظيمات التي يدعمها في العراق وسوريا ومصر واليمن مصيرها الفناء ولذا جاء رد الرئيس عبدالفتاح السيسي عليه سريعا إذ غادر قاعة الاجتماعات وتركه مرتبكاً. وظني أن لا أحد من الزعماء المشاركين في القمة كان يستمع إليه.
وتعتبر زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للولايات المتحدة الأمريكية. من أجل لقاء الرئيس ترامب بداية لتسلم زعماء العالم الملفات الشائكة في منطقة الشرق الأوسط لحلها بما يعود بالنفع علي البشر وليس لتحقيق مصالح شخصية ضيقة. ولذا فعندما يتحدث الكبار لابد أن يصمت تميم وأمثاله. وأن أن يتواروا خجلاً ويتوقفون عن انتهاج سياسة سكب الزيت علي البنزين فالرئيس السيسي الذي وصل واشنطن مدعوماً بتأييد 90 مليون مواطن. يخوضون معه الحرب علي الإرهاب حتي استطاعت مصر أن تنتصرعليه ولم يبق منه سوي ذيوله التي ستقطع قريباً. فضلاً عن إنجاز الكثير من المشروعات القومية التي كانت تحتاج في عهود سابقة إلي عشرات السنين لتتحول إلي حقيقة إضافة إلي حصول مصر علي ثقةصندوق النقد الدولي بصلابة الاقتصاد المصري كل ذلك جعله يتعامل من منطلق قوة مع نظيره الأمريكي.
علي قدمين ثابتتين وصل الرئيس السيسي إلي واشنطن. وعلي أرض صلبة تفاوض مع الرئيس ترامب الذي سبق وأن وصف السيسي ب "رجل رائع" مضيفا أشعر بوجود كيمياء تجمعنا وذلك عقب لقاء جمع بينهما علي هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك في سبتمبر الماضي خلال ترشح دونالد في انتخابات الرئاسة . فيما يحمل رئيس مصر خبرات وأفكاراً للقضاء علي الإرهاب في الشرق الأوسط. فضلاً عن البيان الصادر عن القمة العربية في الأردن بالتأكيد علي مبادرة السلام التي أعلنها العرب عام 2002 لتكون مقابلاً لضغط ترامب علي نتنياهو للموافقة علي مشروع حل الدولتين هكذا تفاوض الرئيس السيسي ملوحاً بإنجازات لم يسبقه إليها أي رئيس مصري لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي في الوقت الذي تنفق فيه قطر كل أموالها لدعم الإرهابيين في سوريا والعراق وسيناء وتساند الإخوان بالمال فردوا لها الجميل بتفجيرمركز تدريب الشرطة في طنطا.
وأقول لكم . إن محاولات أمير قطر للتهديد بورقة الإرهاب لإجبار مصر علي إتخاذ مواقف رخوة لمهادنة القتلة. لن تجدي نفعاً لأن دماء المصريين ليست للبيع يا تميم ولذا فأن كل محاولاتك لدعم "الجماعة" في أمريكا وتحركاتك لحث الكونجرس علي علي عدم تمرير قانون اعتبارها إرهابية كلها ستبوء بالفشل لأن الرئيس الأمريكي لن يقايض علي أمن وطنه ولن يتراجع عن دحر الإرهاب مقابل أموال قطر فالدول الكبري لا تبيع مبادئها علي الأرصفة لمن يدفع الثمن لأن هذه أساليب الصغار ولذا لم يكن غريباً أن تتناول مباحثات الرئيس السيسي وترامب إعادة بناء العلاقات بين الدولتين الكبيرتين إلي سابق عهدها من التعاون المشترك في جميع المجالات سياسياً وعسكريا واقتصاديا وأمنيا من أجل استقرار البشرية ويقيني أن الوقت حان لتعود مصر لتتبوأ مكانتها الإقليمية بعد أن أدي تراجعها إلي انتشار الإرهاب في العالم.