الوفد
عباس الطرابيلى
حتى السيارات.. بالدولار!
الغلاء طال كل شيء.. من الطماطم والبصل والقرع، إلي السيارات! ولكن كيف؟!
ربما لأن الأسعار لم تعد ثابتة، إذ تتغير كل ساعة.. والمستفيد هم التجار، وهذا التذبذب دفع بعض التوكيلات المصرية إلي عرض سياراتها بالدولار.. وهذا الكلام ليس من عندي، بل من صفحات السيارات في الصحف المصرية.. وليست الصحف الأجنبية.. هذه هي السيارة «البورش» يتراوح سعرها بين 249 ألف دولار.. وما فوق 270 ألف دولار.. وشوفوا أنتم بكم يصبح ثمنها.. بالمصري، يعني ببساطة فوق الخمسة ملايين جنيه للسيارة الواحدة، وليس لكل ما في التوكيل من سيارات وربما تحديد السعر بالدولار حتي لا يخسر التوكيل.. أو ربما حتي لا يعتبر السعر بالعملة الوطنية استفزازاً لكل المصريين.
<< تري، هل نري قريباً سيارات تباع باليورو- خصوصاً مما يتم إنتاجه في فرنسا، أو ألمانيا.. أو حتي دولتي تشيكوسلوفاكيا السابقة.. وربما نجد أيضاً سويسرا تشترط بيع ساعاتها العريقة، بالفرنك السويسري الذي يحتفظ بقيمته.. أي هم يحاولون المحافظة علي ثمن ما ينتجونه داخل بلادهم.. أما المنتجات البريطانية ربما نجد وكلاءها يعرضونها للبيع بالإسترليني، الذي رفضت بريطانيا إدماجه ضمن عملة الاتحاد الأوروبي، أي اليورو.. خصوصاً أن مصر تستورد سيارات الجاجوار والميني كوبر من هناك.. ويتراوح سعر الجاجوار «السيارة وليس النمر الشهير» بين مليون ونصف المليون جنيه وحتي ما يزيد علي ثلاثة ملايين جنيه.. إيه ده؟!، أما السيارة الميني فيتراوح سعرها بين 465 ألف جنيه و730 ألفاً حسب المزايا في كل سيارة.
<< ودون أن ندخل في عالم- وأسواق- سوق السيارات نعرف ان السيارة البي إم منها ما يتجاوز 555 ألف جنيه ومنها ما يزيد علي ثلاثة ملايين و850 ألف جنيه، يعني أغلي من المرسيدس، ليه؟! أليست كلها توصل صاحبها من البيت إلي الغيط؟ أم هذه تقدم لك مشروب الضيافة، أقصد مشروب الركوب، مع كل رحلة؟! وحتي «الميني» طيب آمال «ميني» علي إيه.. وهذه وغيرها من السيارات المعروفة للسوق المصرية.. وبالطبع هناك سيارات سعرها أغلي مما ذكرنا.. وبالذات السيارات الأمريكية.
<< ولكننا- وقد أصبحت أسواقنا المصرية- سوقاً مفتوحة لكل ما يتم انتاجه.. أخشي أن تشترط بعض الدول أن تباع سياراتها للمستهلك المصري بعملة الدولة المنتجة التي غزت سياراتها أسواقنا فتشترط اليابان بيع إنتاجها بالين.. وتشترط الصين بيع سياراتها باليوان وكوريا الجنوبية بعملتها الوون.. وماليزيا بعملتها الرينجت بعد دخول سياراتها إلي مصر منذ سنوات.. والهند بعملتها نجولتروم واسألوا مستوردي سيارات الهند، للنقل الثقيل.. وربما أيضاً تطلب اسبانيا بيع سياراتها- وهي كثيرة في مصر- بعملتها البيسيتا.. واحمدوا ربنا ان السويد لم تطلب حتي الآن بيع سياراتها: للركوب والنقل والمعدات الثقيلة بالكرونا، وهي عملتها الوطنية.
<< تري ألا يدفعنا هذا إلي أن نطلب من السفن العابرة لقناة السويس أن تدفع رسوم العبور بالجنيه المصري.. ربما يستعيد بعض قوته المفقودة.. أم نخشي أن نفعل ذلك.. فتنهار- أيضاً- قيمة عائداتنا من القناة؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف