محمد عبد الجليل
وانتصر محافظ القليوبية على مروة.. فى معركة «الكشك»!
انتصر محافظ القليوبية وانفرجت أسارير وجهه وانتفخت أوداجه.. ووقف يزهو بنفسه، فخورًا بما فعله، ولم لا وقد انتصر على الفساد والمفسدين، وأعاد إلى الدولة هيبتها وكرامتها فى معركة «الكشك» الذى أصابه بالتوتر، إذا أوى إلى فراشه، وأفزع منامه إذا خلد للنوم. ومعركة الكشك -يا سادة لمن لا يعرفها- كانت على أرض شبرا الخيمة.. كشك سجائر تديره فتاة اسمها «مروة» معوقة ومريضة.. منذ يومين استيقظ المحافظ من نومه، واتخذ قراره الحازم، بإزالة وتحطيم كشك مروة، الكائن فى منطقة إبراهيم بك، بحى شرق شبرا الخيمة، وعلى الجهات المسئولة تنفيذ القرار. والجهات تلك بطبيعة الحال هي حى شرق برئيسه الجديد، بجانب شرطة المرافق والموظفين والعمال، هذا الحشد الهائل من القوات، اتجه إلى ميدان المعركة فى مواجهة مروة، المعوقة، التى وقفت تستجديهم، تتوسل إليهم تارة بالبكاء وتارة بالكلام، كيف أعيش؟ ولماذا تهدمون كشكا عرضه متر وطوله متران ومرخص منذ سنوات؟! ومروة -يا سادة- لا تعرف أنها تخاطب قلوبا توقفت عن النبض، وعيونا أصابها العمى، وعقولا توقفت عن التفكير، فهم لا يعترفون بمن بكى، أو بمن صرخ، بمن باع، وبمن اشترى، وفى أقل من 10 دقائق، كانت مروة والكشك والعدم سواء. محافظ القليوبية فعل بمروة ما فعله، وأقدم على تشريدها والتنكيل بها، لكونها فقيرة تعانى الجوع ولا تجد المأوى والملبس، المحافظ أضاع مستقبلها، لأنها رضعت العبودية فى طفولتها، وتربت على الخضوع فى صباها، فصارت شابة مكسورة منهزمة، ترتدى ملابس الخنوع. المحافظ لم يرحم «مروة»، لم يرحم أيامها المكتنفة بالذل والهوان، ولياليها المغمورة بالجوع والدموع، لأنه ببساطة لم يذق الحرمان ولم يجرب البرد والتشريد. سيادة المحافظ: هل تستطيع أن تقف أمام رجال الأعمال الفاسدين، وما أكثرهم؟! هل تجرؤ على إزالة برج مخالف تم بناؤه تحت مسمع ومرأى من سيادتك وحى شرق؟! هل يستطيع المحافظ أن يفتح ملفات مافيا الاستيلاء على أراضى الأوقاف الملقاة فى درج مكتبه؟ أتحدى المحافظ أن يحاسب الموظفين الأشباح الذين يتسلمون رواتبهم وهم فى منازلهم.. فالمحافظ الذى يأخذ راتبه بجانب الوجاهة والترف من ميزانية الدولة التى يمولها المواطنون من ضرائبهم، يستعرض قوته على الغلابة، ويحطم كشكا لفتاة معوقة، ولا يستطيع أن يزيل برجًا لرجل أعمال مخالف، تم بناؤه على أملاك الدولة.