المساء
محسن عبد العاطى
عفواً.. كليات الإعلام!!
تبذل الدولة جهدا كبيرا من أجل انتشار التعليم علي جميع المستويات خاصة التعليم الجامعي في جميع محافظات الجمهورية والتي تضمنت كليات للإعلام وما بها من أقسام للصحافة والاذاعة والتليفزيون والعلاقات العامة مما شجع الطلاب للالتحاق أملا في تحقيق طموحاتهم المشروعة بعد تخرجهم والعمل بالمجال الإعلامي والتليفزيوني.. ولكن باءت طموحاتهم بالفشل بعدما دخل في هذه المهنة أناس لم يدرسوا كلمة واحدة عن الاعلام ولا يعرفون عنه شيئاً وأصبحت القنوات الفضائية المرتع الرئيسي لاستقبالهم بالملايين من المرتبات.. وأصبحت مهنة الاعلام أحيانا مهنة من لا مهنة له طالما أن الفضائيات تفتح ذراعيها لهؤلاء وتتجاهل خريجي الاعلام والصحافة وخير دليل علي ذلك حينما قرأنا وسمعنا أخيراً عن تقديم إحدي الفنانات لبرنامج ديني بإحدي الفضائيات قريباً.. وبصراحة ليس ذنبها تقديم برنامج علي الشاشة ولكن كل العيب والذنب سيحاسب عليه أمام الله كل من يمتلك قناة فضائية ويديرها ولا ينظر لشباب كلية الإعلام ويتركهم للجلوس علي الكافيهات ويستعين بأي شخص في تقديم البرامج وكان المفروض الأخذ بين الشباب وإعطاؤهم الفرصة لتحقيق طموحاتهم التي تعبوا وسهروا الليالي والسنين من أجلها أو علي الأقل تقديم فرص عمل لعدد من الطلاب المتميزين بقنواته ويقف بجانب بلده لخلق فرص عمل للشباب ولو في مجال الإعلام.. فلو فعل ذلك سنجد تشجيعاً من هيئات أخري ومؤسسات في المجالات غير الإعلامية تنتهج نفس المنهج وتقوم هي الأخري بخلق فرص عمل لخريجي كليات التجارة مثلا للعمل في هذه المؤسسات والشركات وغيرها من باقي التخصصات.. ولكن بصراحة ما يحدث في القنوات الفضائية الخاصة والتي انتشرت بكثافة وأصبح مقدم البرامج لاعبا أو صحفيا أو فنانا أو راقصة أو ما شابه ذلك يجعلني أقول عفواً يا شباب خريجي كليات الإعلام فإن "السيارة ترجع للخلف" ولن نشاهد علي الشاشة فضائية كانت أو خاصة شخصيات أمثال أحمد سمير وحسام الدين فرحات وطارق حبيب وملك اسماعيل وهند أبوالسعود ومحمود سلطان والكنيسي وشوشة وبطيشه وفهمي عمر وغيرهم الكثير والكثير من رجال الإذاعة والتليفزيون والذين صالوا وجالوا وملأوا الدنيا كلها بعلمهم وخبراتهم وأصبح لهم تلاميذ تتلمذوا علي أيديهم وأصبحوا مثلهم الاعلي.. عفوا يا زمن حينما نجد من لا يستحق أصبح مالكا لقناة فضائية خاصة يختار ما يشاء من البشر لتقديم برنامج بقناته ويتجاهل عن عمد شبابا انطفأ نورهم وضاع حلمهم الذي رسموه لمستقبل حياتهم في زمن التناقضات والعجائب والحسرة !!
تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف