كبار المسئولين وأصحاب القرار في مصر يهدرون وقتهم الثمين في اجتماعات مطولة دون الاستعانة بالنتائج أو الاحصائيات في المجالات التي يبحثونها!
ولم يفكر غالبية هؤلاء المسئولين في النتائج الخطيرة التي يعلنها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء إلا في نتيجة واحدة فقط هي كم وصل عدد تعداد المصريين وينقسم المجتمع إلي قسمين الأول يلعن هذه النتيجة ويسند إليها كل المشاكل والقرارات التي نعاني منها والقسم الثاني يري ان نتيجة التعداد ليست مشكلة علي الاطلاق بل إنها نعمة ينبغي الاستفادة منها، ثم تتوالي بعد ذلك النكات والقفشات علي زيادة السكان في مصر!
رغم الأهمية الشديدة لباقي نتائج الجهاز والإحصائيات الخطيرة لم نسمع مسئولا واحدا يتحدث عن هذه النتائج وكيفية التعامل معها مهما كانت خطورتها ومؤشراتها علي النمو والتنمية ومستوي المعيشة في مصر.
لم نسمع مسئولا يتحدث عن استثمارات المصريين في الخارج في السودان مثلا استثمارات مصرية قطاع خاص بلغت ١٢ مليارا ومائة مليون دولار خلال العام الماضي، واحصائية أخري تؤكد ان ١٣٦٤ مصريا اشتروا عقارات في دبي بمبلغ ١٣ مليار جنيه في العام الماضي.. ونحن في مصر في أشد الاحتياج إلي عشرة مليارات دولار استثمارات من مستثمرين لم تتحقق ونكتفي بتكرار مزايا الاستثمار في مصر التي لا تعد ولا تحصي.. كذلك نكرر أفراحنا مع كل قرض يأتينا مؤكدين ان ذلك قمة الثقة في الاقتصاد المصري.