الأهرام
مرسى عطا الله
ماذا قال السيسى لترامب؟
حين يكتب التاريخ على حقيقته فإن أولى الحقائق فى صفحة العلاقات المصرية الأمريكية الجديدة التى دشنها لقاء القمة بين الزعيمين السيسى وترامب فى البيت الأبيض يوم الاثنين الماضى الثالث من أبريل عام 2017 هو أن الزعيمين احتكما إلى منطق التاريخ فى قراءة الماضى وفى رؤية المستقبل ولم يلتفتا إلى من سيؤيد أو يعارض هذا التوجه الاستراتيجى فى محاربة الإرهاب باعتبار أن المعركة واحدة وأن المصير واحد.

وقد شاءت الأقدار أن تجيء القمة فى مطلع فصل الربيع الذى غطت أجواؤه الندية والرطبة على اللقاء الذى حفل بالود والدفء والثقة المتبادلة التى مسحت أحزان وأوجاع 9 سنوات من التباعد بين القاهرة وواشنطن على مستوى القمة.

جاءت هذه القمة التاريخية لكى تثبت مجددا أن وضع مصر وآفاق دورها الإقليمى والعالمى ليس بمقدور أحد أن يسقطه من أى حساب استراتيجى أو أن ينساه ويتغافل عنه لأن مصر امتلكت شجاعة المصارحة بأنها تبنى سياستها الداخلية والخارجية على ضوء ظروفها فلكل بلد ظروفه وتقاليده وانتماءاته التى لا يمكن أن يتخلى عنها.

ولست أعرف ما الذى دار بين الزعيمين فى لقائهما المنفرد ولكننى أعتقد أنه لم يفت الرئيس السيسى أن ينبه نظيره ترامب إلى أن مصر ورغم حرصها وشوقها وإصرارها على تعضيد علاقتها الدولية فإنها تؤمن وعن يقين بأن دفء وحميمية العلاقات مع الآخرين يرتبط بمدى تفهمهم لما تقوم به مصر من خطوات لتأمين سلامة جبهتها الداخلية.

ولابد أن ترامب أدرك من صراحة السيسى أن مصر ارتضت ـ وعن طيب خاطر ـ أن تتحمل ـ رغم صعوبة ظروفها الاقتصادية ـ العبء الأكبر لفاتورة التصدى لخطر الإرهاب الذى لم يكن يرى فى نشاطه الإجرامى على أرض سيناء سوى جسر للعبور إلى الشاطيء الآخر من البحر المتوسط بالتوازى مع مخطط داعش فى سوريا والعراق لتوسيع خريطة الأنشطة الإرهابية.

هذه بعض ملامح الصورة كما رسمتها فى خيالى وإن صحت فإنها ليست سوى جزء من تفاصيل ربما يفصح عنها أصحابها فى الوقت المناسب!

خير الكلام:

>> لايصدق الوصف حتى يصدق النظر !
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف