جلاء جاب اللة
الحكومة بين "سوق السمك" .. وفاتورة الكهرباء!!
** اتصلت وزيرة الاستثمار من واشنطن تطالب بمناقشة قانون الاستثمار الجديد في مجلس النواب "بسرعة" لإقراره.. وليكون هذا الخبر عنواناً لحوارات اقتصادية واستثمارية مهمة مع أمريكا.
والقانون الجديد ضروري جداً ومهم جداً لجذب استثمارات أجنبية لمصر. وأعتقد أن كثيراً منها متجمد لفترة حتي يصدر القانون الجديد.. وقد سئلت من مستثمر إيطالي عن القانون الجديد متي يصدر؟!. ونفس السؤال كان ضمن أسئلة كثيرة لمستثمرين من كوريا لديهم الرغبة والدراسات الكاملة لاستثمارات في مصر تتعدي 25 مليار دولار!!
** يأتي هذا.. في الوقت الذي توقع فيه الحكومة ممثلة في وزارتي الزراعة والتموين بروتوكولاً لتوزيع الأسماك "المصرية" في المجمعات بأسعار مقبولة يستطيع المواطن أن يشتريها بها. بعد أن تم "تحريمها" عليه بقرار سوقي. وليس بفتوي شرعية.
ما هي العلاقة بين أسعار السمك.. وقانون الاستثمار الجديد؟!
العلاقة الرئيسية هي حكومتنا الرشيدة وعلاقتها بالمواطن البسيط "الغلبان".. وحتي تكون الإجابة واضحة. تعالوا نتساءل: لماذا لم يخرج قانون الاستثمار الجديد إلي النور منذ فترة طويلة برغم أن الحكومة أكدت أكثر من مرة أن القانون جاهز. وتمت مناقشته؟!
نفس الحال ينطبق علي السمك. خاصة الشعبي. وهو البلطي والبوري. الذي كان في متناول يد الإنسان البسيط. وفجأة أصبح محرماً عليه بسبب أسعاره الجديدة.. برغم أن الرئيس السيسي منذ شهور افتتح مزارع سمكية. وهناك خطط ومشروعات في هذا المجال كبيرة.. بل إن المستثمرين الكوريين الذين أشرت إليهم في بداية المقال لديهم رغبة في إنشاء مزرعة سمكية علي ألف فدان. ولديهم الدراسة الخاصة بالمشروع وتكلفته!!
كيف تجاهلت الحكومة هذا الحال. وتركت عدداً من التجار يتلاعبون بطعام الغلابة. وقاموا بتصدير السمك إلي الخارج بحثاً عن الدولارات بعد تعويم الجنيه؟!!
كيف نسمح بتصدير منتجات يحتاجها المواطن؟!!
مصنع الألبان الذي فوجئ به الرأي العام كما فوجئت بوجوده علي أرض مصر وحكومتنا الرشيدة كان إنتاجه يكفي ضعف احتياج مصر التي عاشت حالة من القلق والتوتر لتوفير احتياجات الأطفال المصريين.
إذا كانت الحكومة قد فوجئت بموضوع مصنع الألبان.. فهل فوجئت أيضاً بتصدير الأسماك؟!.. وارتفاع أسعارها بشكل خيالي؟!.. لتلجأ أخيراً إلي توزيع أسماك الزراعة في المجمعات؟!!
نحن دائماً نتحرك رد فعل. وليس لدينا خطة لنكون فاعلين. وأصحاب القرار والمبادرة والمبادأة. ولكن ننتظر حتي يتحرك غيرنا ثم تتحرك الحكومة كرد فعل.. ورغم ذلك فأتمني أن يكون هذا الحل الحكومي وسيلة لخفض الأسعار.. أقصد أسعار السمك.. لأن بقية الأسعار أعلنت الحرب رسمياً علي المواطن الغلبان. وهي حرب إرهابية حقيقية علي الغلابة. لا تختلف كثيراً عن هذا الإرهاب الأسود الذي بدأ يتحرك من جديد في مدننا وكان إرهاب الإخوان الأخير في طنطا عنواناً له!!
الرئيس السيسي يشعر بمعاناة المواطن المصري. ويقدر التحدي الكبير الذي واجه الشعب.. ومساندة الشعب لخطط الدولة الاقتصادية.. وأكد الرئيس أكثر من مرة علي تقديره لصبر الشعب وموقفه.. والغلابة فعلاً هم الذين يساندون هذه القرارات لأن أملهم كبير في أن تؤتي ثمارها علي مصر بعد فترة قصيرة إن شاء الله.. ولكن علي الحكومة أن تتحرك وتبدأ خطواتها قبل الأزمة وليس بعدها.
مثلاً: رمضان قادم.. ونحن بطبيعتنا شعب استهلاكي للطعام في شهر الصيام.. وما يتم صرفه علي المائدة في رمضان يكاد يوازي أكثر من نصف ما يتم صرفه عليها طوال العام.. فهل استعدت حكومتنا الرشيدة؟!.. أم ستطالبنا بالصيام عن أشياء كثيرة بعد مدفع الإفطار؟!!
أيضاً: الحديث يدور عن زيادة مرتقبة في فاتورة الكهرباء خلال شهر يوليو المقبل.. والناس لم تعد قادرة علي زيادة أخري في ظل الظروف الصعبة.. فهل فكرت الحكومة فيما يمكن أن يحدث إذا حدثت الزيادة. ولم يستطع الغلابة أن يدفعوا فاتورة الاستهلاك التي تضاعفت فعلاً.. بل وصلت في الشتاء إلي أرقام خيالية لم يشهدها المواطن من قبل.. فماذا سيحدث في الصيف؟!!
أتمني لو أن الرئيس السيسي هو الذي يتدخل بنفسه هذه المرة. ويطالب الحكومة بتأجيل الزيادة المرتقبة في سعر الكهرباء لمدة عام. أي لما بعد أن يتحسن الاقتصاد.. لأن فاتورة الكهرباء المتوقعة بعد الزيادة لن يقدر عليها أحد!!!
لماذا أتمني أن يتدخل الرئيس السيسي ولم أطالب الحكومة؟!.. لأن الرئيس كعادته يشعر بالمواطن البسيط. ويشعر بنبض الشارع. وأعتقد أن لديه إحساساً بمدي ما تحمله المواطن البسيط في الفترة الأخيرة.. وكلنا ثقة في أنه سيكون السند والدعم للغلابة!!
** ليس ضرورياً أن نصدر الكهرباء هذا العام ويمكن تأجيل ذلك حتي يشعر المواطن بنجاح السياسة المميزة في هذا المجال.. كما أنه ليس ضرورياً أن نوافق علي تصدير الأسماك ــ خاصة الشعبية ــ الآن. ونحن نواجه هذا الغلاء.. لأن تأجيل التصدير.. وهو ضروري ومهم للاقتصاد سيصب في صالح المواطن البسيط. وبالتالي لصالح استقرار الوطن وتطوره!!
هكذا يتم تسويق شرم الشيخ في إيطاليا
عدت من إيطاليا بعد زيارة سريعة بدعوة من إحدي المؤسسات الكبري هناك. والمتخصصة في مجال الطباعة.. هم في إيطاليا يفكرون بشكل جاد في الاستثمار خارج أوروبا. وتحديداً في أفريقيا والشرق الأوسط.. وبغض النظر عن نتائج الزيارة في هذا المجال ــ لأنه ليس مجالها ــ إلا أنني فوجئت وأنا في الطائرة بإعلان عن شرم الشيخ في صحيفة إيطالية.. ولأنها باللغة الإيطالية التي لا أجيدها. فإنني كنت "أتفرج" علي الجريدة كتبويب. وإخراج وطباعة. ونوعية الورق. حتي فوجئت بإعلان عن شرم الشيخ. ودعوة الإيطاليين لزيارتها.. وكانت المفاجأة!!
يقول الإعلان ــ بعد أن ترجمه صديق لي ــ: إن تذكرة الطائرة من وإلي شرم الشيخ يساوي "98 يورو" وأن قضاء أسبوع كامل في شرم الشيخ بفندق مميز ووجبات ثلاث يساوي "140 يورو".. قطعت الإعلان من الصحيفة. وهو معي لمن يهمه الأمر!!!
هل هذا معقول؟!.. أسبوع في شرم الشيخ وبالطائرة من وإلي إيطاليا بأقل من 240 يورو أيها السادة؟!!
من الذي ينفذ تلك الجريمة في حق شرم الشيخ. أجمل وأحلي وأحسن منتجع في العالم؟!!
من يريد تحطيم السياحة من جديد في شرم؟!.. لا يوجد مبرر واحد لهذه الجريمة التي تستهدف تقليل وإضعاف مستوي وقيمة شرم الشيخ. كواحد من أهم المنتجعات السياحية في العالم؟!!
لو أن هذه الأسعار موجهة للمواطن المصري كسياحة داخلية أو لأي مبرر حتي لو كانت كدعم للتنشيط السياحي.. لقلنا خيراً.. ولكن في أوروبا؟!!
المؤكد أنه لن يهتم أحد بما أكتبه. ولن تهتم وزارة السياحة بشيء. لأنها تفكر في أمور أخري!!!
همس الروح
û الدعاء ــ بظهر الغيب ــ لأخيك.. هو أسمي مراتب الحب.
û إذا وفقك الله للذكر أو للتوبة.. فاعلم أن الله يحبك ووفقك لذلك.
û إذا وفقك الله ورزقك قلباً ينبض بالحب.. فهي علامة من علامات الرضا.
û الوجد حالة صوفية قلبية.. وحالة عاطفية حزينة.. فأين أنت؟!!