عباس الطرابيلى
سلامة الغذاء.. والماء أيضاً!
سعيدـ كل السعادةـ بإنشاء مجلس أمناء هيئة سلامة الغذاء.. وسعيد أكثر بأن رئيس الحكومة رأس بنفسه أول اجتماع لهذا المجلس.. الذى حضره وزراء البيئة، والصحة، والتموين والزراعة.. وممثلو عدد من الجهات المعنية.. مع وضع موازنة لعمل هذا المجلس، الذى أراه شديد الحيوية.. من كثرة ما عاناه كل المصريين من غياب هذه السلامة على كل ما نأكل أو نشرب.. وأيضاً نلبس!
وهى على غرار هيئة مماثلة موجودة فى الولايات المتحدة الأمريكية.. وبسبب وجودها هناك، يأكل المواطن الأمريكى وهو مطمئن تماماً إلى أداء هذه الهيئة هناك.. وهى أيضاً موجودة بشكل أو بآخر فى عدد من الدول المتقدمة.. وبالذات الدول الأوروبية، الشمالية والغربية.
<< وقد انتظرنا طويلاً إنشاء هذه الهيئة فى مصر.. التى باتت تستورد الأغذية ـ درجة ثالثة وربما رابعة ـ من مزابل الدول المصدرة لنا من أغذية.. وهذا بالطبع أسلوب مافيا الاستيراد التى تتعمد استيراد ما يقترب مواعيد نهاية صلاحيتها اعتماداً على مقولة إن معدة المصرى.. تهضم الزلط!
بل أرى- فى هيئة الهيئة- اعترافاً رسمياً بآدمية «الإنسان» المصرى فهل هذا الإجراء جاء بعد أن زادت معدلات الأمراض الخطيرة فى بلادنا.. والتى تعود أسباب معظمها إلى ما نأكل ونشرب؟ على أى حال أن يجىء إنشاء هذه الهيئة متأخراً.. خير من ألا يجىء أبداً.
<< وهنا ينبهنى الناشط السياسى ـ ورجل التنمية المستدامة الأول فى دمياط جمال مارية ـ الى نقطة حيوية هى: وماذا عن سلامة المياه فى مصر الآن، سواء ما نشرب.. أو مياه الأنهار والترع والبحيرات والبحار التى يقوم فيها صيد وصناعة الأسماك فى مصر.. والرجل هنا يتساءل عن غياب- أو عدم تمثيل- وزارة الإسكان و«المرافق»- سواء الوزير أو الهيئات المسئولة عن مياه الشرب سواء من حيث انتاجها أو توزيعها، ولماذا غابت هذه الوزارة- ونصفها الحيوى هو «مياه الشرب والصرف الصحى» خصوصاً وأن أخطر وباء يدمر أجساد المصريين الآن وهو فيروس سى لمياه الشرب.. وأيضاً مياه الرى دورهما فى تصاعد حدة هذا المرض وغيره وبالذات ـ من وسط الدلتا.. ويزداد كلما تقدمنا نحو شمال الدلتا بسبب سوء حالة المياه لأنها تقع فى نهايات الترع.. وأيضاً نهاية نهر النيل حيث المأخذ الرئيسى للمياه اللازمة للشرب والاستخدام الآدمى.
<< وإذا كانت وزارة البيئة تأتى فى مقدمة أعضاء الهيئة الجديدة.. وكذلك وزارة الموارد المائية والرى.. وسط ما يشاع عن الرى باستخدام مياه المصارف.. وعن مآسى الطلمبات الحبشية التى يستخدمها الناس فى القرى.. فهل فات على مصر أن تضم ممثلين لوزارتى «المرافق.. والرى»؟!
ثم أيضاً وزارة الصناعة بحكم جرائم إلقاء المخلفات الصناعية فى المصارف وبحكم وجود صناعات ملوثة للغذاء دون رقابة فعلية لحماية الهواء من التلوث.. وهو ما يستنشقه الناس.
<< سلامة الغذاء تطول أيضاً مياه الشرب.. ومياه الرى.. والهواء أيضاً وما أكثر الملوثات التى ترفع معدلات الإصابة بالأمراض الخطيرة ـ خصوصاً فى المناطق المحيطة بمثل هذه المصانع.. وأيضاً مصايد الأسماك.. ونتمنى أن نجد ذلك حتى لا نقول كما قال جمال مارية.. ولكن الحلو ما يكملش!