المساء
نبيل فكرى
مساء الأمل .. إلي رئيس الوزراء: احذر الخطر القادم من الشروق !
لست أدري. ماذا يفعل رؤساء الأحياء أو المدن بالضبط. وكيف يدركون الخطر قبل أن يصبح خطراً. وهل باتت المحليات بأسرها عبئا يجب التخلص منه. إلا من رحم ربي. ولماذا يسكت من يسكت علي تشويه كل جميل. أم أنهم يشوهون هذا الجميل عامدين متعمدين. وماذا يفعل المواطن. بسيطا كان أم غير بسيط ليصل صوته إلي المسئول. ثم ما جزاء المسئول الذي تنفلت من بين يديه المسئولية أوهو يتخلي عنها. ولا يمارسها.
من أيام الغربة الصعبة. كان أفضل ما فعلت. أنني شاركت اثنين من أصدقائي. أحدهما مهندس والآخر أستاذ بكلية الهندسة. بناء بيت بمدينة الشروق. في منطقة الاسكان العائلي. وجاء صديق رابع. هو أستاذ أيضا بكلية الهندسة. فسكن في الجهة المقابلة لنا.. كل شئ بدأ مثاليا رغم تعقيدات الأحياء واستفزازات المستفزين. وشيئا فشيئا. بدا أن حلما يتشكل في تلك البقعة الجميلة. لكن سرعان ما تسرب اليها الانفلات والعبث واللامسئولية. بالسماح لعدد من ملاك البيوت في تلك المنطقة. بتأجير بيوتهم لشركات الأمن التي تتولي حراسة "كومباوندات" السادة الكبار. الذين لا يصح أن يسكن من يحرسهم بجوارهم. وهم أيضا من بلاد بعيدة. جاءوا بحثا عن الرزق. فاختارت لهم شركتهم مدينة الشروق. وحي السبعين والستين حيث عمارات الدولة التي يقطنها الأهالي. لتؤجرها من أصحابها للعمال.
قد تسأل: وماذا في ذلك؟.. لكن رئيس مدينة الشروق نفسه. يعلم ماذا في ذلك. وكل ذي عينين يعلم ماذا في ذلك.. ماذا يعني تأجير بيت وسط الأهالي ليقطن البيت الواحد مائتان أو مائتان وخمسون عاملا. جاءوا من بلادهم ولا يعودون اليها إلا كل شهر أو أكثر.. ماذا يعني هذا الخطر المحدق.. اذهب إلي هناك لتعلم ماذا يعني ذلك.. ستراهم يتجولون أمام البيوت بالملابس الداخلية.. ستجدهم قد بنوا حمامات بجوار البيوت لتستوعبهم.. وستري الأمهات يمنعن أطفالهن من الخروج. وهن يتوارين عن أعين. لا يعلمن ان كانت لذئاب أم ماذا.. ستري كل ما لديهم عبئا علي مدينة لم تكن مخصصة أبدا لهذا الغرض.. ستجد القمامة واللامسئولية. وغدا ـ لا قدر الله ـ قد تجد ما هو أنكي وأخطر. حين يكون بين أولئك عشرة أو عشرون أو أكثر أو أقل. لا ضمير لهم. في مجتمع بات يشك أن الضمير مازال موجودا.
كنت في الشروق منذ أيام. وهالني ما رأيت. ولم أجد تفسيراً منطقياً لهذا العبث الذي يحدث تحت سمع وبصر المسئولين. وتحول المدينة إلي "سويقة". وغدا ستتحول إلي منطقة عشوائية. فقط لأن مسئولا أغمض عينيه. ولم يمارس ما طلبته منه الدولة.
أنا لن أوجه كلمتي إلي رئيس مدينة الشروق. فأنا لا أعرف من هو. ولا أحد ممن التقيتهم هناك أو من أصدقائي يعلم من هو. ولن أكلف نفسي عناء البحث عن اسمه. فلم يعد يهمني الاسم. وانما سأوجه كلامي إلي رئيس الوزراء. وغداً ان لم يتدخل. سنرفع صوتنا إلي رئيس الجمهورية. فلا يرضيه أن تصبح مدننا الجديدة قنابل موقوتة. ولا يرضيه أن تكون وكراً يختفي فيه الهاربون. فالأكيد أنهم ليسوا جميعاً ملائكة. وظروف المدينة. وعمل من يسكنونها بجوارها مباشرة. يمثل بيئة خصبة لمن يرتب لشئ. أو من يريد أن يتواري. ورغم أن جهاز مدينة الشروق. وضع شروطاً قاسية وصارمة لأصحاب البيوت. إلا أنه لا أحد يدري. لماذا اختفت تلك الشروط أمام هوجة "عمال التراحيل". الذين نقدر سعي من يسعي فيهم علي رزقه. لكن لا أحد يقدر اطلاقا تلك الممارسات الخاطئة التي تحدث وتهدد صفو وأمن مدينة الشروق. حتي باتت علي وشك "الغروب".
** ما قبل الصباح:
ـ الصمت علي الخطأ له تفسيرات عديدة .. أولها أنه صمت "مدفوع الثمن".
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف