الأخبار
جلال دويدار
أمريكا واستقرار العالم و.. »المية تكذب الغطاس
إذا كان الرئيس الأمريكي ترامب صادقا وجادا في ضمان أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط الحساسة اقتصاديا وعسكريا فإن أمامه أمرين أساسيين لا ثالث لهما.
الأمر الأول: اقدام الولايات المتحدة علي استخدام نفوذها وارتباطها الوثيق بأحداث المنطقة ومسئوليتها عن الأمن والسلام الدوليين بإيجاد صيغة عادلة لحل قضية الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين واغتيال حقوق شعبها. حان الوقت أن تدرك دولة القطب الواحد أن استمرار هذه المشكلة بلا حل يعد سببا رئيسيا وراء ظهور وتعاظم نزعات التطرف وما تفرزه من تنظيمات إرهابية تتخذ من هذا الظلم غطاء لنشاطها. مطلوب من مراكز البحث المتعددة في أمريكا أن تصوب مساراتها في أبحاثها حول هذه القضية من كل جوانبها. لابد أن يتسم دورها بالأمانة والمصداقية والقيم الاخلاقية في تعاملها مع جريمة استيلاء إسرائيل علي أرض فلسطين باعتبارها المصدر ومصنع التفريخ للعنف والإرهاب في الشرق الأوسط والعالم كله.
الأمر الثاني ولارتباطه بالأمر الأول وفقا للدلائل فإن مواجهة الإرهاب والقضاء عليه من منطلق أولوياته علي أجندة الرئيس ترامب يحتاج إلي توافر مضمون الأمر الأول.. حول هذا الشأن أيضافإنه يتحتم توحد وتعاون العالم بمصداقية وفاعلية من أجل التوصل إلي اتفاق وتوافق علي هذا الأمر بهدف دحر وهزيمة هذه الظاهرة والاجهاز عليها.
لابد أن تتوافر فاعلية وجدية المواقف لتحقيق التصفية العسكرية للأنشطة الإرهابية وهو ما يتطلب تجفيف منابع التمويل والايواء والدعم اللوجستي الذي تقدمه بعض الدول للتنظيمات الإرهابية.
أعتقد ومن منطلق الدور المنوط بالولايات المتحدة فإن عليها ومن خلال التنسيق مع روسيا.. تحقيق أمن واستقرار الشرق الأوسط وهو ما سوف ينعكس ايجابا علي كل العالم. التوصل إلي هذه الصيغة تفتح الطريق أمام الرخاء والازدهار. بلوغ هذا الهدف سوف يكون مفتاحا لوضع نهاية للصراعات المسلحة في العراق وسوريا وليبيا واليمن وما يرتبط بها من إرهاب يخيم اثاره سلبا علي كل انحاء العالم.
السؤال الآن هل يمكن أن تكون واشنطن ترامب لديها الشجاعة والنية الخالصة والجادة لانتشال الشرق الاوسط من حالة القلاقل وعدم الاستقرار وما لذلك من تداعيات علي أمن واستقرار العالم ومنها الولايات المتحدة نفسها. أرجو ان يكون هذا التوجه حقيقيا وصحيحا من جانب الولايات المتحدة وهو ما يجعلنا نردد المثل الذي يقول »المية تكذب الغطاس»‬.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف